في أزمة قطر، يقول البعض: حسنا، نقر معكم بالأدوار السلبية التي مارستها قطر منذ انقلاب حمد بن خليفة في ١٩٩٥، لكن هذا يعني أنكم صبرتم ٢٢ عاماً، فما الذي جعلكم تستفيقون غاضبين اليوم… اليوم فقط؟!
وتقول إن طول الصبر على الخطأ، لا يقتضي وجوب مواصلة الصبر عليه، هذا أولا.
أما ثانياً: فإن مما يتناساه البعض، أن ملوك السعودية الثلاثة الذين مروا بهذه الفترة، كلهم أعلنوا غضبا متفاوتاً على نتوءات السياسة القطرية، بداية من الملك فهد، الذي أعلن عن احتجاجه في قمة الخليج التي عقدت في الدوحة في ٩٠ لمناقشة غزو العراق للكويت، على إصرار ولي عهد قطر، حينها، حمد بن خليفة، على تجاوز احتلال الكويت للحديث عن الخلاف الحدودي القطري البحريني، وتقديمه على موضوع القمة، ما دعا الفهد للانسحاب من القاعة، وسيادة حالة من التوتر عمت أجواء القمة، تلاها تصريح الفهد لمن حوله، بأن حمد سينبت شقاقاً في المستقبل، وهو ما حدث، بداية من انقلابه على والده، وحتى يومنا هذا.
من تبني خطاب القاعدة، واعتبار الجزيرة لها منصة، لتهاجم المملكة، ومرورا بالخطاب الإعلامي الذي كان يهاجم السعودية لأن فيها قاعدة أمريكية، وهو الموضوع الذي توقف، بانتقال القاعدة الأمريكية لقطر!
ثم تبني الإخوان، وأنصار الثورات، ودعمهم، خلافا لدعم المعارضة السعودية، وشراء البيوت وتوفير الأموال، وشراء الذمم، واستضافة كل ناعق ضد السعودية ودول الخليج.
حتى الكويت لم تسلم من الشر القطري، فدعمت المعارضة، ودفع الناس للتظاهر، واستضيف كل من كان له يد في مواجهة الحكم في الكويت. هذا خلافا لما حدث مع البحرين، والإمارات، ومصر، وليبيا، واليمن… والقائمة لا تنتهي!
ثم غضب الملك عبدالله، وسحب السفراء، حتى صار اتفاق ٢٠١٤ الذي لم تنفذ منه قطر شيئاً، بل إنها حاولت اللعب، كعادتها، على الشأن الداخلي، فاعتبرت، وفاة الملك عبدالله، ناقضاً لاتفاق ٢٠١٤، وكأن ملوك السعودية، يسيرون على نهج الانقلابات القطري!.