الفكرة التي لا تغيّر صاحبها ليست جديرة بالعناء، ولهذا قال غاندي: “كن أنت التغيير الذي تتمناه لغيرك”!
الفكرة الحقيقية الصادقة، هي تلك التي تخرج من ذهنك وحين تطبقها تشعر بقيمتها.
بعض المفكرين عاشوا حياتهم وفق أفكارهم. والبعض الآخر أراد للناس أن يعيشوا وفق أفكاره من دون أن يمتثلها هو.
الفشل في أي فكرة يأتي عادة من عدم إقناع الناس بقيمتها، لهذا طُرحت فكرة “القدوة”، إذ لكل مجتمعٍ قدوات تغير ذواتها، ومن بعدهم يتغير الناس، كما الحال في كل المصلحين من الأنبياء إلى كبار قادة المجتمعات.
تنهار الفكرة حين يعصيها من يروج لها. تكون مجرد كلام فارغ في الهواء لا قيمة له.
والفكرة لا تكون حية إلا بالناس.
الناس هم الذين يبعثون الحياة بهذه الفكرة أو تلك.
خذ مثلاً نظريات كثيرة أثرت على البشرية نجد أنها أحيت بالناس.
استقبال الناس للأفكار له متطلبات، من بينها أن تكون متمثلةً من صاحبها، وأن تكون معتنقة بقوة وبصدق حتى يصدقها الناس.
ومن بين الأساليب أن تنشر الأفكار بهدوء وصدق، لا أن تنثر باعتباط لفظي أو لغوي.
الفكرة حين تخرج عن الأسلوب المحترم لترويجها للناس تفقد بريقها.
كل فكرةٍ هي انعكاس للإنسان.
المشروع العظيم حين يراد لأصحاب رؤوس الأموال أن يقتنعوا به يلزمه عرض جيد، وأن يكون الشرح أيضاً أكثر حرفيةً. أما أن يبتعد الإنسان عن الأسلوب الحي في طرح الفكرة فإنه يبتعد عن الإقناع والإغراء للاقتناع بالفكرة.
يقول ستيف جوبز: “عندما يتعلق الأمر بالأفكار، جد طريقة سهلة لعرض أفكار جيدة. إذا كان ذلك يعني نشر أوراقٍ صقيلة على طاولة محاضراتٍ كبيرة، احصل على طابعةٍ كبيرة”.
الأفكار تحتاج إلى عرض مميز، وإلى صدقٍ ممن يطرحها.
الصدق في الطرح يقنع الناس بقيمة الفكرة.
اللعب واللف والدوران في الأفكار ينفّر الناس منك.
أصدق تعريف للقدوة: “اطرح الفكرة وامتثلها”. هكذا بكل بساطة. تموت الأفكار من دون الناس. والناس من دون أفكار تحرضهم على المزيد من التأمل والتمرد مملون.
قال أبو عبدالله غفر الله له: وللأسف أن الكثيرين من أصحاب الأفكار بتلونهم ولفهم ودورانهم وعدم وضوحهم لا يغيرون. لأن من يبحث عن التغيير لا يحتاج إلى المزيد من التلون والمخادعة، بل يمتثل الوضوح طريقةً للوصول إلى مراده من الفكرة. والأفكار التي لا تقود الناس إلى مستقبلٍ أفضل، ولا إلى مجتمعٍ أفضل ليست جديرة بالعناء، أو حتى النقاش.