أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما في وقت متقدم صباح الأمس عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، بعد مطاردة أميركية حثيثة امتدت عقداً كاملاً.
ومع أن واشنطن كانت تطارد الرجل قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، وقد حاول الرؤساء الأميركيون منذ كلينتون، مروراً بجورج بوش الابن، تحقيق نصر شعبي داخلي بإنهاء أسطورة بن لادن فلم يتحقق ذلك إلا على يد أوباما!
مضى بن لادن إلى ما قدم، وقد انتقدناه في حياته، ونالنا من ذلك ما نالنا، ولا تشفي بالموت، ولا أخلاق تدعو للفرح بالقتل، وإن كان ضرورة.
هل انتهت أسطورة بن لادن؟!
ربما!
لكن أفكاره لن تنتهي بموته بطبيعة الحال، وسيخرج علينا من يقول إن الرجل لم يمت بعد، وأنه حي يرزق، كما حدث مع صدام حسين، وغيره من الشخصيات الأسطورية، ولو كانت منحرفة!
هل كان الرجل صادقاً مع نفسه؟!
أغلب الظن أنه كذلك، ولكن الصدق لا يكفي لصواب العمل، ولو لم يكن من أفعاله، سواء اختارها بكامل الحرية، ودون تأثيرات، أم أنه وجد نفسه في طريق يصعب عليه العودة عنه، إلا تشويه الإسلام لناء ذلك بالأحمال سوءًا!
لقد دمر الرجل سمعة الإسلام في العالم، ولو لم يكن إلا ارتباط اسم الإسلام بالعنف والإرهاب، في أذهان كثير من العالمين من غير المسلمين، لكفى سوءًا!
إذا كان هذا في حال، الإسلام، وهو أعظم شأناً مما سواه، فمن باب أولى أن ينسحب تشويه سمعة السعودية دولة ومنهجاً وشعباً ووطناً، من قبل بن لادن، وخصوصاً أن وسائل الإعلام العالمية، لم تكن تعبأ بسحب الجنسية السعودية منه منذ منتصف التسعينات، وكانت تصفه بالملياردير السعودي، والحقيقة أن سحب الجنسية هو إجراء رسمي، وقانوني، لكن أحداً لا يملك أن يسحب من أحد هويته وانتماءه، وقد ولد بن لادن في السعودية وعاش فيها، وتربى فيها، ولا يعني انتماؤه لأب من أصل حضرمي، وأم سورية، أنه لم يكن سعودياً!
لكل شيء نهاية، ولا بد لليل أن ينجلي، وسيقال الكثير في توقيت مقتل بن لادن، وستسود الصفحات في نسج خيوط المؤامرة حول مقتله، وسيتحدث الذين كانوا يعتبرون عدم مقتل بن لادن في السابق دلالة مؤامرة، ليعتبروا الآن مقتله دلالة أكيدة على المؤامرة، ومن مؤامرة إلى مؤامرة، يا قلب لا تحزن!