“المراجعات”… صارت سمة ظاهرة لدى الحركات الإسلامية مؤخراً!
الإخوان المسلمون في الخليج ليسوا بمنأى عن قراءة تجاربهم ومراجعتها بالنقد والتصحيح. ولعل تجربة “الإخوان المسلمون” في قطر تستحق التأمل، بالنظر إلى المراجعات التي جرت داخل التنظيم وجعلت قياداته تدرك أن مصلحة الوطن والجماعة في حل التنظيم، وجاء تبرير حل التنظيم واضحاً حينما اعتبر التنظيم من دون فائدة إذا كانت الدولة تقوم بواجباتها الدينية.
انتقل جاسم سلطان من عالم الحركة الميدانية الأيديولوجية إلى مسار “النهضة” ليؤسس موقع ومشروع النهضة، يقول: “إن استقبال عصر جديد يعني معاودة النظر لجذور هذه الأفكار، وتحرير العقل منها إن وجدت. لقد ورثنا إرثاً ضخماً فيه الغث وفيه السمين، وهو ليس كتباً بل بشراً ناطقاً في الإعلام والتعليم وعلى المنابر”. يربط النهضة بالفكر ويربط الدين بالعقل، ويحثّ الناس على العودة إلى الرشد العقلي الذي كان مزدهراً خلال العصور الذهبية في التاريخ العربي والإسلامي.
أطروحاته تدور حول استثمار التجارب التي عاشتها الحركة الإسلامية، ومشروعه النهضوي ينطلق بجناحي الدين والعقل، وهو من دعاة المواطنة والارتباط الواحد داخل النسيج الاجتماعي، يقول: “نحتاج إلى جهد فكري ضخم لفهم العالم الذي نسكنه مع غيرنا من البشر، وأن ندرك علومه وتجاربه ومتغيراته، ولا بد أن نزود أبناءنا بخرائط صحيحة ليسلكوا في هذا العالم طريقاً مثمراً. آن الأوان أن نعيد النظر في عالم العلاقات داخل المجتمع الواحد وبين طوائف الأمة، وأن تبنى العلاقات على أسس جديدة تسمو فيها فكرة: إن هذه أمتكم أمة واحدة”.
من مؤلفاته: (استراتيجية الإدارك للحراك من الصحوة إلى اليقظة)، (القواعد الاستراتيجية للتدافع الحضاري قوانين النهضة)، (الذاكرة التاريخية)، (فلسفة التاريخ) ، (التفكير الاستراتيجي والخروج من المأزق الراهن)، (قواعد في الممارسة السياسية). عمل خبيراً استراتيجياً لمؤسسات حكومية وخاصة، كما عمل على دراسة قضية النهضة –حسب قوله- منذ مطلع الثمانينيات، إلى أن أطلق مشروع إعداد القادة، الذي يهتم بإعادة ترتيب العقل كي يفهم الواقع، وتتحسن طرق اتخاذ القرارات.
مهما اختلف المتابع مع فكر جاسم سلطان، لا يمكنه إلا أن يحترم ويقدر التجربة التي مر بها، أما حينما تطالع المراجعات والتجارب النقدية التي يقوم بها في مسار العمل الإسلامي فإنك ستعلم أنك أمام إنسان مهموم بالنهضة والإصلاح!