لستُ متأكدا من أعداد المسافرين السعوديين إلى الخارج!
لكن المهم في نظري أن نبحث عن سبب الاعتداءات التي تقع على السعوديين في الدول العربية. قرأنا عن ضرب للسعوديين في البحرين، وفي سوريا. ونشر في الصحف على لسان السفارة السعودية في البحرين ما نصه: “ما تعرض له مواطن سعودي على جسر الملك فهد أثناء عودته إلى السعودية من اعتداء وضرب من قبل ستة من رجال أمن بحرينيين بينهم ضابط، مشابها لحوادث مماثلة تعرض لها مواطنون وأجانب في مملكة البحرين في أوقات سابقة”.
مع أن البحرين من أكثر الدول العربية قربا من السعودية وتعاضدا على المستوى الشعبي والسياسي.
وفي صحيفة “شمس” بالأمس قرأنا أن هناك ثلاث حالات سطو مسلح على السعوديين في سوريا خلال شهر واحد. سُرق من المواطن 40 ألف ريال سعودي كانت بحوزته و13 هاتفا جوالا، إضافة إلى الاستيلاء على سيارته وأنزلوه في منطقة مظلمة. هذا غير حالات الجرح والضرب. نتساءل عن سبب حدوث هذه التجاوزات المخيفة على السعوديين الذين يذهبون لتمضية إجازة ممتعة في تلك الدول العربية الشقيقة؟!
هذه القصص تذكرنا بالاعتداءات التي تكررت على السعوديين في غابر الأزمان وتم منع السعوديين من السفر إلى تلك الدول على إثر ذلك السلوك. وأظنّ أن متابعة السفير للعائلات ـ بعد الاعتداء ـ لا يجعل من الدول التي تسافر إليها الأسر السعودية آمنة. هناك ثغرة ما في الموضوع، أظنّ أن تلك الاعتداءات المتكررة ليست صدفة. كان السعوديون حينما يسافرون إلى سوريا يشعرون بالأمن والاسترخاء، ولا يعتدي عليهم أحد. وكانت حالات السطو أو السرقة محدودة، وتواجه بحزم من قبل السلطات الأمنية. اليوم باتت القصة مخيفة. وأحسب أن علاجها لا يمكن أن يكون إلا بمتابعة من كبار المسؤولين في البلدين.
السفير السعودي في سوريا قال: “إن سفارة المملكة تتابع مع السلطات الأمنية ملاحقة وضبط الجناة الذين اعتدوا على المواطن وأسرته قبل يومين وقامت السفارة بإنهاء جميع إجراءات سفرهم عبر الخطوط الجوية السعودية. والسفارة تتابع مع السلطات السورية جميع الخطوات الأمنية التي يجري العمل عليها لضبط الجناة وتقديمهم للعدالة ومحاكمتهم”.
قلتُ: نتمنى أن نعرف عن أسباب هذا الاستضعاف والإذلال الذي يتعرض له السعودي المسافر. حتى لو افترضنا أن السعودي أخطأ فإن علاج الخطأ في إخضاعه للقانون والنظام، وليس في الضرب أو السطو. إنها أخبار مؤسفة للغاية نتمنى أن تنتهي.