ماجد إبراهيم – صحفي في غرفة الأخبار بقناة العربية
من يعرفه يعرف تماماً أن تركي الدخيل لا يترك أبداً أصدقاءه أو زملاءه، وإن كانت لازمته الشهيرة في برنامجه الأشهر “إضاءات”: هذا تركي الدخيل يترككم في رعاية الله وحفظه.
منذ أربعة عشر عاماً وفي بداياتي الصحافية وبعد مكالمات بدت عابرة بيننا، فاجأني أبو عبدالله فور نشر أول حوار صحافي أجريته في مجلة “فواصل”، برسالة نصية بعد منتصف الليل حملت الإشادة والملاحظات، وبادرته بإرسال ما لم ينشر من الحوار عبر الإيمايل ليرد في اللحظة ذاتها بمزيد من الأسئلة، مر نحو عقد من الزمن قبل أن نتواجه بها مجدداً مطلع العام 2015 عندما أصبح الصديق القديم مديراً جديداً، يومها بدأت رحلة أخرى مع أبي عبدالله، غفر الله له، وتجربة مختلفة في النهل من خبرته عن قرب.
في كل نقاش بيننا كانت إضاءات تركي حاضرة بعمق، وكأنه يوجه سؤالاً لأحد ضيوفه أو يبحث عن زاوية لم يلتفت لها صحافي من قبل، حاضر المعلومة سريع التفكير واتخاذ القرار، حاملاً من الشجاعة ما يكفي لمواجهة تبعاته وإن كانت العواقب أقسى مما يتخيل، وحتى إن اختلفنا غير مرة في وجهات النظر، تظل المحبة للمهنة والشغف بها عنوان علاقة الزميل بزميله، لا الموظف بمديره
“وفي” .. قد تكون الكلمة الأولى التي ستسمعها إن سألت أحد أصدقائه عنه، وهذا ما عرفته عن صديقي الكبير طوال هذه السنين، شاهداً على مواقفه النبيلة مع زملاء وأصدقاء كثر قد يأتي اليوم الذي يحكونها فيه عن أبي عبدالله، ذات الوفاء كان ولا يزال وسيظل تركي يحمله في داخله تجاه وطنه وقادته دون أن يخل بمهنيته، ولذا كان النجاح حليفه في كل مواقعه، وظل محط ثقة قادة بلاده، وكل من عمل تحت إدارتهم، وكذلك من عملوا تحت إدارته، هذه الثقة التي لم تكن لولا ثقة تركي الدخيل بنفسه وعمله دون كلل أو ملل على تطوير أدواته وذاته طوال أكثر من عقدين من الزمن
سينصف الزمن والعقلاء تركي الدخيل مما واجهه مؤخراً من التنمر على وسائل التواصل الاجتماعي، والاتهامات المرسلة التي يعج بها موقع الشتائم الأكبر تويتر، وسيمضي خادماً لبلاده التي يحب حاله حال كل السعوديين، من يعرفه يعرف تماماً أن تركي الدخيل لا يعرف ولا يعترف إلا بالنجاح تلو النجاح