الموهوبون خلقوا لكي يهبوا موهبتهم لمن حولهم، وتركي الدخيل يجب أن يعمل دائما في وظيفة موهوب أو مبتكر لا يجب أبداً أن يدخل قفص الإدارة، لا يجب أن يمسك قلما ليشرّع، وإنما يجب أن يستخدم قلمه دائما في الإبداع والتعبير والابتكار.
عندما زرت «العربية» في عهد تركي الدخيل وجدت فنانا يحاول الرسم على الجدران أكثر من مدير يريد الحزم والربط والنظر في الميزانيات.
ينجح الفنان في أوقات كثيرة في أن ينقل الأحلام لأرض الواقع، بل إن تركي نجح في تحويل لوحاته إلى كلمات وقرارات ناجحة في «العربية»، ولكن تظل دائما قدراته الأهم والأقوى أن يسأل ويقدم الإعلام الجديد وأن يتحدى.
تركي الدخيل كان نموذجا فريدا وتعلمت منه كيفية الإنصات للمنصات الاجتماعية وكيفية التفاعل مع الناس والوصول إلى المعادلة التي تسمح بتقديم الصوت الجماهيري على الشاشة، مغلفاً بالحرية الإعلامية العصرية. رأينا شاشة مبهرة وحركة رشيقة للأخبار، وعرفنا أن هناك تعريفا جديدا قديما للخبر: هو كل ما يهمك حتى لو لم يكن مهما!
تركي الدخيل الآن عنده الفرصة ليرسم على أي جدران مجموعة من الأحلام فقد كان من فناني الخبر المتميزين الذين لا يجب تحت أي ظرف حبسهم فى قفص الأرقام والقرارات الإدارية، فقد خلق الله العصافير لكي تطير وترى العالم من أعلى وأعلى وأعلى.
* إعلامي مصري