تمرّ مؤسسة الزواج في السعودية بانتعاش. على الرغم من ارتفاع معدلات الطلاق، هناك في المقابل ارتفاع في معدلات الزواج. هناك زواجات جماعية. تشكل الزواجات الجماعية ظاهرة تدل على أن مؤسسة الزواج في السعودية مركزية في النظام الاجتماعي، في أوروبا هناك أفول وهبوط في معدلات الزواج. في بعض الأفلام الحديثة تطرح فكرة الزواج كعبء على الفرد وكأنهم يعيدوننا إلى زمن انتشار الآراء “الوجودية” التي سادت قبل أكثر من نصف قرن في العالم العربي.
الزواج عبارة عن عقد بين الطرفين لتأسيس بيت وأسرة ومسكن ومن ثم العيش المشترك على المنشط والمكره. وإنجاحه الدائم يحتاج إلى مثابرة وصبر. وقد سعدتُ بخبر لطيف عن “تعليم الرومانسية”. جاء في الخبر: “فتيات جدة المقبلات على الزواج خلال الصيف الجاري انخرطن في دورات تأهيلية لتعلم الرومانسية وفن إدارة الحياة استعدادا للدخول رسميا في الحياة الزوجية. وينعقد البرنامج الذي يستهدف المقبلات على الزواج بمقر الجمعية الخيرية للتأهيل في حي الزهراء بجدة، ويناقش في دورته الـ14 مواضيع تهم الفتاة المقبلة منها تحديد سمات الشخصية، سحر التواصل، رومانسيات زوجية، الحوار ودوره في إثراء الحياة الزوجية، ودورة في المكياج والعناية بالجسم، وموعد نسائي، وفن الطبخ والديكور”.
قلتُ: وهذه بادرة عظيمة، أن يتعلمن أساسيات الزواج، وأن يعرفن حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهنّ وبخاصةٍ أن السعوديات يتزوجن وهنّ صغيرات مقارنة بمعدلات سنّ الزواج في الغرب أو حتى في العالم العربي.
لكن الذي أطالب به أن يتعلّم الرجال أيضاً الرومانسية، وأصول اللبس، وأساليب العيش مع امرأة، وطرق الحوار معها. أن يجعل من زوجته صديقته في سفره وفي إقامته. الكثير من السعوديين لديهم وجه أمام أصدقائهم، ووجه آخر أمام زوجاتهم. هناك سفر محافظ مع الزوجة، وسفر آخر عابث مع الأصدقاء. أن تكون الزوجة هي الصديقة في المحافظة والعبث، في الحل والترحال، في المنشط والمكره هو أساس مفهوم الزواج الإنساني الناجح في كل أنحاء العالم.
إن التدريب على الرومانسية لا يجب أن يقتصر على الفتيات فقط، بل آمل أن تؤسس دورات مماثلة للشباب الذين يتزوجون وهم صغار في الغالب، لا يعرفون من النساء إلا قريباتهم. لم يتعاملوا مع امرأة بشكل عاطفي وبحبّ حقيقي من قبل. جعل الله الزواجات كلها رومانسية وناجحة.