أثناء مشاهدتي للأخبار على إحدى القنوات؛ رنّت في ذهني أسئلة كثيرة، من بينها عجبي من أفول وهج القضية الفلسطينية. منذ ديسمبر 2010 وإلى اليوم والأخبار والتحليلات التي تتناول قضية فلسطين قليلة بل ونادرة. صارت الأخبار متمركزة حول سوريا وتونس وليبيا واليمن ومصر، لم تعد فلسطين داخل المشهد. وهذا لا يعود إلى فقدان القضية لقيمتها، بل على العكس لا تزال قضية أساسية بالنسبة لنا عرباً ومسلمين، لكن سبب انقراض الأخبار عن فلسطين أن ساسة فلسطين في وادٍ والعالم اليوم في وادٍ آخر.
حتى أخبار المصالحات لم تعد ضرورية للمشاهد العربي، بل إن بعض المتظاهرين في سوريا كما اطلعتنا القنوات كانوا يهتفون مطالبين برحيل منظمة حماس من سوريا، والتي وقفت مع النظام السوري ضد المتظاهرين وضد الشعب السوري، وهذه في نظري سقطة لم ينتظرها خالد مشعل والمناصرون له. انكشفت أوراق فلسطينية كثيرة خلال العقد الماضي، من بينها أن القضية صارت “بزنس” وسيلة للتجارة والمرابحة، والضغط والنفوذ، وهذا ما جعل حماس تكون ضمن محور إيران على حساب العرب الذين قاتلوا مع الفلسطينيين بينما لم تطلق إيران رصاصة واحدة ضد أي هدف إسرائيلي، هذه من بين أوراق كثيرة آخرها أن النظام السوري بالنسبة لحماس أهم من الشعب السوري، من هنا جاء دور الإنسان ليكون أهم من القضايا، الشعب السوري يبحث عن نصيرٍ له بعد أن آوى في موطنه الفارّين من غضبة إسرائيل من الحمساويين، لكنهم وبغمضة عين ينقلبون على الشعب السوري ويؤيدون كل ممارسات النظام!
لولا أن القضية بالنسبة لخالد مشعل تجارة ولولا أنه يطرح نفسه كسياسي له هو وحركته مصالحه الخاصة لما فرّق بين الطفل حمزة الخطيب الذي قضى تحت نيران رصاص الجيش السوري وشبيحته؛ وبين محمد الدرة الذي مات بين يدي والده على يد الجيش الإسرائيلي. إن هذه التفرقة هي التي توضح لنا أن بعض السياسيين الفلسطينيين لا تعني لهم الأرض الفلسطينية الكثير بقدر ما تعنيهم فلسطين كـ”بورصة” ينمّون أموالهم ومصالحهم من خلالها وعن طريقها.
لا أرى أن خالد مشعل في حِلٍّ مما يجري في سوريا، هذا الصمت والدعم للنظام السوري على حساب الشعب البريء يجعلنا نفهم أكثر وأكثر كيف أن أخبار فلسطين خفّ وهجها، ولكن القضية الفلسطينية بأهميتها ومركزيتها في فكرنا ووجدانا أكبر من كل السياسيين الفلسطينيين!