قيمة الحياة في التحديات التي نخوضها. لا شيء يحصل بسهولة. كل طموح يحتاج إلى صبرٍ وإلحاح وتدرب على المصاعب والمتاعب. خلال السنوات الماضية انشغلت بقصص “المكفوفين” استهواني عالم الظلام هذا. قرأتُ في أشعار المكفوفين وإبداعاتهم من بشار بن برد إلى أبي العلاء المعري إلى طه حسين وبروخيس. كل هؤلاء لديهم أضواء لا أجدها عند غيرهم من المبصرين. استضفت في إضاءات كذلك المبدع والعبقري: مهند أبو دية، الذي كان من أكثر الضيوف إضاءةً رغم أن الناس يتوهمون أن الكفيف يعيش في ظلامٍ دامس… وهيهات!
كذلك هو الحال في المعاقين الذين أثبتوا أنهم أرقام صعبة، فعلوا ما عجز عنه الأصحّاء، ومثال الفيزيائي الكبير ستيفن هوكنج واضحٌ أمامنا، منذ نصف قرن وهو يكتب مؤلفات هزّت قارات العالم، لديّ الآن نموذج للإرادة القوية تجلت بطاقة الأستاذ: حيدر طالب، من الإمارات الذي انطلق أمس الاثنين في رحلة تأخذه عبر الإمارات السبع بواسطة كرسي متحرك يعمل بالطاقة الشمسية بمناسبة اليوم الوطني. تقول الأخبار أن حيدر سيقطع 350 كيلومتراً في هذه الرحلة بواسطة الكرسي الذي صممه وبناه بنفسه من أجل الترويج للابتكار والطاقة المتجددة في كافة أنحاء الإمارات وذلك بالتزامن مع احتفالات العيد الوطني للبلاد.
يقول حيدر: “إن هذه الرحلة تهدف إلى المساهمة في نشر الوعي حول الإعاقة والاستدامة، إضافة إلى تسليط الضوء على ما يمكن لكل فرد تحقيقه عند امتلاك العزيمة والشجاعة والإرادة. بعد أن طورت الكرسي المتحرك أريد أن أزور الإمارات السبع من أجل المساهمة في تسليط الضوء على أهمية الطاقة المتجددة والمستدامة”.
هدف هذه الرحلة كما ينقل موقع “العربية.نت” عن مدير إدارة الاستدامة في “مصدر” الدكتورة نوال الحوسني: “خلق الإلهام والتشجيع لملايين الأشخاص في الإمارات والمنطقة والعالم فيما يخص ضرورة تشجيع استخدام الطاقة المتجددة”.
قال أبو عبدالله غفر الله له: هذه الرسائل التي يقوم بها من يظنّ بعض الأصحاء أنهم أقدر منهم، تبيّن أن العجز ليس في الأعضاء وإنما في الإرادة، لدى كل إنسانٍ أعضاء كثيرة، ولديه قوى لكنها في الغالب تذهب هدراً وتضيع في ممارسات يومية عادية لا تضيف للبشرية شيئاً، إن رسالة حيدر إنسانية الهدف والمضمون، أن يشجّع على الطاقة المتجددة، رسالة عبر الجسد عبر الرحلة والسياحة داخل الإمارات. شكراً حيدر على هذا النفس الجميل والتصرف الإيجابي الحميد.