اللهم يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما··· إن أقواماً يتحدثون باسمك وقد صدوا عن الرحمة، وأقبلوا إلى القتل والتفجير والتدمير···
أرادوا إعلاء كلمتك، فلم يجدوا غير القنابل ليرفعوا بها اسمك· تعاليت يا الله وتقدست وجل اسمك من أن يرتفع على الأشلاء وكلمتك على الأنقاض···
اللهم يا من غلبت رحمته غضبه··· إن أقواماً من بني جلدتنا يتحدثون بلغتنا ويتدثرون برداء ديننا وقد أوغلوا في دينك فلم يجدوا فيه إلا العنف، فاحمِ اللهم دينك من أثرهم···
اللهم إن نبيك العظيم قال: إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق··· فصدَّ هؤلاء عن التوجيه وأعرضوا عن الامتثال····
اللهم إنك أمرت نبيك بأن يدعو إلى سبيلك بالحكمة والموعظة الحسنة (ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة)، فأين فعلهم من الحكمة، وأين الحسن من تصرفاتهم؟
اللهم إنك قلت لخير خلقك: (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك)، فما لهؤلاء القوم أفظاظاً غلاظ القلوب يصدون الناس عن دين الله؟
اللهم إنك أمرتنا بقولك (وقولوا للناس حسناً) فأي حسن في التفجير، وأي جمال في التدمير، وأي بهاء بقطع رؤوس المختطفين؟!
اللهم يا من له تسعة وتسعون رحمة أنزلت منها واحدة بها يتراحم الناس وتحنُّ الأم على رضيعها وترفع الدابة حافرها عن صغيرها، وأبقيت عندك تسعة وتسعين رحمة، املأ قلوب المفجرين برحمتك، أو احمنا من إفسادهم فقد أكثروا في الأرض الفساد·
اللهم يا عظيم يا حليم إن الشيطان قد أعماهم عن تأمل عفوك، وأنت أرحم الراحمين فافتح أعينهم على عظمة رحمتك···
اللهم إن نبيك صلى الله عليه وسلم قال: الراحمون يرحمهم الرحمن، وقد غفلوا عن توجيه حبيبك، فأزل الغشاوة عنهم، وعن من تصور دينك بلا رحمة···
اللهم إن نبينا أخبرنا أن امرأة دخلت النار في هرة··· لا هي أطعمتها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض··· فكم من نفس عذبها هؤلاء، وكم من قلب خلعوه على حبيب خطف أو قتل أو نحر أو فجِّر؟!
وإذا كانت امرأة عذبت بهرة، فكيف بمن قتل المستأمنين والمسلمين والنفوس التي حرمتها يا الله؟ اللهم إنهم استخفوا بالحرمات، واستهانوا بالدماء، واستعذبوا القتل، وأدمنوا الجراحات، فاشفهم أو اكفنا شرهم يا كافي···
اللهم إنك قلت إنك لم تبعث نبيك الكريم إلا لرحمة الخلق : (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)· وقد رأينا من حال هؤلاء أنهم إنما خلقوا للعنف!
أين هم يا الله من قول النبي الكريم الرحيم عليه الصلاة والسلام: ”الراحمون يرحمهم الله، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء”·
اللهم إنك قلت وقولك الحق: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين)، وما أبعد هؤلاء عن القسط يا عادل، فاحم دينك منهم···
اللهم إن نبيك ومصطفاك من خلقك محمد عليه أكمل صلاة وأتم تسليم جمع المشركين في فناء الكعبة يوم فتح مكة، وهم الذين آذوه وحاربوه، وضايقوه، ومنعوه، ولم يدخروا وسيلة ضده إلا واستخدموها، وقال لهم: ”ما تظنون أني فاعل بكم؟، قالوا: أخ كريم وابن أخ كريم· قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء”· أما هؤلاء يا عظيم فإنهم يستهدفون الآمنين في بيوتهم وأعراسهم، وأفراحهم، فأين هم من خلق نبيك العظيم؟!
اللهم انشر علينا وعليهم رحمتك، واكفنا بك عمن سواك يا كريم···
جميع الحقوق محفوظة 2019