“دام إنكم بخير فانا بخير”. هكذا قال الملك في معايدته للمجتمع السعودي، وهم يطمئنون على صحته وعلى سلامته. امتاز لقاء الملك بالمعايدين له بالعفوية وبروح الدعابة، شرح ملابسات والوعكة الصحية التي ألمت به ببساطة، وتطرق إلى مرض “عرق النساء” الشهير والذي برّأ الملك النساء من هذا العرق، قائلاً: “النساء ما شفنا منهم إلا كل خير، هذا عرق فاسد”. إنه عرق فاسد، وليس عرقاً للنساء.
الملك اعتذر ببساطته وجماله المعهود عن عدم قدرته على النهوض للسلام على القادمين إليه. ردّ ظهور الملك بظهوره كل الشائعات الانترنتية وادعاءات الصحف القريبة والبعيدة والتي راحت تبثّ سمومها شرقاً وغرباً؛ ظهر بعنفوان ذاته التي جددت حماسة الشعب للتعلق به، شاهد الناس كلمة الملك وهم ينعمون بعيدهم. استطاع الملك خلال فترة قصيرة أن يضع خططاً لمشاكل كثيرة في المنطقة، من مبادرة السلام إلى المصالحة بين العراقيين، ولا ننسى اتفاق مكة. فهو الملك الصالح الذي أحبه الناس وسألوا عنه.
كلمته رسمت ابتسامة عظيمة لدى الناس، وبخاصةٍ وهم يسمعون تبرئة الملك للنساء من العرق الفاسد، كانت طرفة تحمل فكرة رائعة.
أما في كلمته إلى الحجاج فقد فتح الملك موضوع الاحترام المتبادل بين الأديان، فموسم الحج ليس لإغاظة بقية أتباع الأديان الأخرى، وإنما لممارسة عبادة وشعيرة عظيمة، يقول الملك: “إن الديانات السماوية تجتمع على مبادئ كبرى وتشترك في قيم عظمى، تشكل في مجموعها مفهوم الإنسانية، وتميز الإنسان عن غيره من المخلوقات، وما هذا التجمع الإسلامي الكبير في مشاعر الله، وهذا المشهد الإيماني إلا مظهر من مظاهر الإرادة الإلهية في توحد الأمة وتوحيدها لخالقها، وتجسيد لفكرة المساواة والعدل في ظل الشرع القويم الذي رسم للبشرية قواعد الحياة الآمنة السعيدة”.
قال أبو عبدالله غفر الله له: أعلن الملك في العيد عن موقفين أولهما إنساني، وهو التواصل الحميمي مع المجتمع، والثاني فكري وثقافي عبر الدعوة إلى تكامل الأديان بدلاً من تناحرها وتنافرها، كما حضرت دعوته إلى حوار الأمة مع نفسها رغبةً في نزع الجهالة والغشاوة والصراع بين أتباع دينٍ واحد ونبي واحد ورسالةٍ واحدة.