صار اسم الروائي البرازيلي: باولو كويلو علامة فارقة في عالم الرواية من شرق الدنيا إلى غربها. من الذي لم يقرأ “الخيميائي”؟!
تلك الرواية التي شرقت وغرّبت وستحول إلى فيلم سينمائي يمكن أن يكون قوياً في مضمونه ومحتواه. الكاتب كويلو لا يفتأ يثير الجدل في رواياته وفي كتاباته، وفوق هذا تصريحاته التي يتحدث من خلالها عن كل شيء. وبما أن الشباب والفتيات في السعودية قد طرقوا الرواية من أوسع أبوابها، فجدير بنا أن نعود إلى سر نجاح باولو كويلو لأن يكون روائياً عالمياً يتابعه الملايين، وذلك من خلال حوارات معه.
يقول عن تجربته في الكتابة: “لنقل على الأصح أن لدي ظمأ ملحا إلى اكتشاف نفسي ومعرفتها. أكتب عن مسائل تهمني وتشغلني، عن أمورٍ اهجسُ بها بمعزلٍ عما يتوقعه من القراء، أعتقد أن من المرهق للغاية أن يختبئ المرء طوال الوقت. أنا لا أريد الاختباء لا أريد الأقنعة، بل أود بكل بساطة أن أتقاسم نفسي مع الآخر: نعم أنا حاجّ كومبوستيلا، انا محارب الضوء، أنا بائع الزجاج والراعي، أنا الرسام الذي أغرمت به ماريا وأنا أيضاً، في شكل ما، ماريا نفسها! كل كتبي محاولات لكي أجيب عن أسئلتي الخاصة حول الحياة. أنا كاتب صادق جداً وقرائي يعرفون ذلك، وإلا كانوا ليتوقفوا عن قراءتي لو شعروا بأني مزيف”.
لا يعتبر كويلو الكتابة تدويناً لنتائج البحث، بل هي بحد ذاتها عملية بحث، حتى في الرواية حين يكتبها فإنه يبحث عن سرّ ما، عن سر الحب، سر المرأة، سر الحياة، كل كتاباته كانت بحثاً عن أسرار تؤرق ذهنه، لهذا جاءت رواياته ملبيةً رغبات الناس بمختلف أعمارهم. كذلك أسلوب كويلو السهل الممتنع، القريب والبعيد، الذي يعجب المثقف ولا ينفر المبتدئ. عشاق كتبه كثر، صحيح أن رواياته متفاوتة القيمة الفنية والأدبية لكن هذه طبيعة الروائيين في كل أنحاء العالم.
يعتبر حتى نجاح رواياته سراً هو لا يعرفه ولا يريد أن يعرفه، لأن النجاح الذي أحدثته رواياته جاءت بسبب عوامل كثيرة، ليس من بينها الإثارة الرخيصة، كما يتهم في روايته ذائعة الصيت: “إحدى عشرة دقيقة”، لكن نجاحه في نظري جاء بسبب أسلوبه السهل، وإنسانيته المفرطة في الكتابة، ولأن حبكة الرواية التي يختارها تأتي من داخله هو ولا يصطنعها من الخارج.
سئل كويليو عن سر نجاحه فلم يزد جواباً عن قوله: “عندما يأتي اليوم الذي أعرف فيه سبب نجاحي أكون قد انتهيت”!