الحياة مليئة بالشخصيات الناجحة، ولكن القادرين على النجاح (في كافة المهام) يعدون على أطراف الأصابع.. وتركي الدخيل لا يحتاج لمن يجامله كون مسيرته المهنية تثبت انتماءه للنوعية الثانية.. تبنى مبكراً معايير راقية ضمنت نجاحه في كل مهمة يتولاها أو يكلف بها، حتى حين تختلف عن سابقاتها..
وحين تضيف لكل ذلك دماثة الأخلاق ورقي التعامل، تخرج بخلطة فريدة تجدها في القاموس تحت اسم تركي الدخيل.. أنا شخصياً لدي (خدعة بسيطة)، أعرف من خلالها معادن الناس الأصيلة..
لا أقيمهم من خلال تعاملهم مع الأكبر منهم منصباً ومنزلة، (فجميعنا نتعامل مع هذه الفصيلة بتقدير واحترام)، بل من خلال تعاملهم مع الأدنى منهم منصباً ومنزلاً، أو يملكون عليهم سلطاناً ومصدر رزق..
وقبل سنوات استضافني الأستاذ تركي الدخيل في برنامجه «إضاءات»؛ وبعد تسجيل الحلقة استأذن أم حسام لاصطحابي إلى مطعم راقٍ في دبي.. وفور خروجنا من الاستديو رافقنا شاب عربي استقبله (أبو عبدالله) بوجه بشوش، وبدا من كلامه أنه صديقه الحميم..
دخل معنا في كافة النقاشات، وطلب مثلنا أفضل الأطباق، وشاركنا النكات والقفشات التي تدور عادة بين الأصدقاء.. وبعد خروجنا من المطعم عاد الأستاذ تركي للاستديو، في حين أكملت أنا مشواري إلى الفندق مع من اكتشفت لاحقاً أنه.. سائقه الخاص.
* كاتب سعودي