عندما كنت في المرحلة الثانوية، أذكر أني كنت أحدث أحد المدرسين بأمر ما. كان المدرس نابهاً وودوداً وقريباً مني فيما كنت أحسبُ آنذاك. عندما انتهيت، قلت له مستفهماً: فهمت؟! فأجابني ممتعضاً: لا تقل لي فهمت! فأنا أفهم. قل لي: هل استطعت أن اوصل لك المعلومة!
منذ ذلك الحين الذي كان تعليق الاستاذ على جملة اطلقتها ولم أكن اعني المعنى السلبي لها، وهي تسوطني. لقد اعتبرته علق الجرس لي لمراجعة دلائل الألفاظ التي قد تدل عليها عباراتنا ونحن لا نريدها ولا نقصدها. منذ ذلك اليوم وانا اتحاشى ان اقول شيئاً لا اعنيه ويحمل للمتلقي دلالة سلبية.
وجدت من خلال عملي طيلة 15 عاماً، مع زملاء من جنسيات عربية ينتمون الى ثقافات مختلفة ومتباينة، أننا في السعودية نستخدم كلمة «دعني اعلمك» ونحن لا نريد منها التعليم بمعنى اضافة العلم، بل نريد منها الإخبار والإعلام.
ان وقع جملة كهذة بالنسبة للمتلقي الذي لم يعتد استخدام الجملة لا يمكن ان يكون ايجابياً في العادة، بعيداً عن سلبية التعالي على التعلم أياً كان مصدر العلم.
كثير من المعلومات يمكن ان يتقبلها المتلقي إذا خرجت من إطار التلقين والتعليم التقليدي المباشر.
أرجو ان تكون هذه السطور سهلة الهضم، وان أكون استطعت ان اوصل المعلومة إليكم، ولن أقول: فهمتم؟!