هل يمكن شرح الفيزياء بطريقة محببة؟
هذا ما يفعله البروفسور Professor Walter Lewin، وهو أستاذ جامعي مرموق بجامعة، Massachusetts Institute of Technology، بشعبة الفيزياء، يبدأ التحضير لكل “محاضرة” قبل 10 أيام، يقضي في الأيام الأخيرة 4 ساعات كاملة في قاعة دراسية فارغة ويتمرن على “المحاضرة”، هذا برغم خبرته الطويلة.
حازت محاضراته التي يبثها عبر موقع الـ Youtube، على إقبال جماهيري، يُضاهي إقبال الناس على مواقع الترفيه والتسلية! إذا قال أحدهم بأن الفيزياء مملة فإنه صادف معلماً سيئاً. متى ينعتق أساتذة العلوم التطبيقية عندنا من نصوص الحفظ وأساليب التلقين؟ إلى متى نلقي باللوم على طالب ينام في المحاضرة المملة التي يلقي فيها أستاذ الفيزياء الكلام كأنه يشرح بيت شعر لأبي العتاهية!
“لماذا ينسى تلامذتك أبسط المبادئ؟ لأنك لم ترهم إياها.. أما أنا فتلامذتي لا ينسون، لأنهم سمعوا وقرؤوا ورأوا!” هكذا يقول.
أذكر أن المعلمين الذين رسخت ذكراهم في ذهني، هم أولئك الذين تحرروا من آليات التعليم القديمة، كان المعلم الذي يصحبنا إلى المختبر في مادة العلوم ويرينا الغرائب البسيطة التي كانت تدهشنا، كان ذلك المعلوم هو الذي رسخ في ذهني من الممل أن يظلّ الأستاذ يشرح لطلابه بطرق قديمة تعتمد على التنويم العلمي والتنويم المعرفي البعيدة عن التحفيز الفكري والذهني والعقلي. كليبرت هايت في كتابه “فنّ التعليم” يقول: “في هذا العصر برزت أسماء لامعة في مجال التعليم مثل البروفيسور جويت في جامعة أكسفورد في إنجلترا، والمؤرخ الفرنسي فوستيل كولانجه، والفيلسوف والمؤرخ الأميركي جيمس هارفي روبنسون، والمؤلف الفرنسي أندريه موريس، والرئيس الأميركي وودرو ويلسون الذي استلم الرئاسة من 1913 حتى 1921 يعتبر من المعلمين البارزين، إذ بدأ مهنته في جامعة بريستون الواقعة في القسم الشرقي من الولايات المتحدة حيث علم السياسة، وكان يتحدث متسلحا بأفكار غنية وبدفء يجذب قلوب طلابه الذين لا ينفكون عن الهتاف له في نهاية المحاضرة. ارتقى في عمله وأصبح رئيسا للجامعة ثم حاكم ولاية نيوجرسي حتى انتهى به المطاف إلى رئيس للولايات المتحدة”.
قلتُ: فقط أرخوا أبصاركم أمام البرفسور والفيزيائي وهو يشرح لطلابه، وكيف يعدّ لهم كل أسس الفهم. لنعرف الفرق بين تعليمنا التقليدي وتعليم هذا البرفسور المبدع.