دبي:
قال الروائي السعودي محمد حسن علوان أنه لم يتوقف عن كتابة الشعر قاصداً غير أن الشعر هو الذي تركه، ذلك أن الرواية أخذته من الشعر لتكون هي المشروع الأساسي له في الحياة، ورأى أن الشعر لم يكن مشروعاً متكاملاً لديه إذ وجد نفسه في الرواية. واستدرك أنه قد يتجاوز حتى الرواية ليصل إلى أنواع أدبية أخرى لكن انطلاقاً من النجاح الروائي الذي حققه على مدى عشر سنوات. وأضاف أن لديه العديد من الرؤى الأكثر تعقيداً لا يمكن للجنس الروائي أن يتحمله ولا للشعر أيضاً أن يتحمله، علوان قال أن روايته الأولى كانت “سقف الكفاية” والتي ألفها وهو في أوائل العشرينات من عمره.
جاء ذلك أثناء حوار الإعلامي: تركي الدخيل معه في برنامج “إضاءات” على قناة “العربية” والذي سيبث في الساعة الثانية ظهراً بتوقيت السعودية من يوم الجمعة 21 يونيو ويعاد بثه في الساعة الخامسة مساءً بتوقيت السعودية من يوم الأحد 24 يونيو.
ولدى سؤال الدخيل له عن دور الراحل الأديب غازي القصيبي قال علوان لايوجد أي شاب أو شابة وصلت أعمالهم إلى القصيبي إلا وأثنى عليهم لأنه مؤمن بهذا الدور التشجيعي، وقال علوان أنه حين التقى القصيبي شكره على تشجيعه غير أنه لم ير في التشجيع إلا واجباً متذكراً دعم عباس محمود العقاد له في صغره حين بدأ العمل الأدبي والشعري.
وقال علوان أنه خلال السنوات الأخيرة تطور روائياً إذ تغيرت لديه الكثير من الرؤى والأفكار والأساليب، موضحاً أنه وبعد أن ينشر الرواية يكون منفتحاً على جميع الآراء والأفكار، ذلك أنه مؤمن بأن الكتابة هي فن من فنون التواصل والتلاقح الفكري بين الكاتب والقارئ، ورأى أنه يعوّل كثيراً على الانترنت بخصوص قياس ردود الأفعال التي تصدر بعد أن ينشر روايته
وفي سياقٍ آخر استغرب علوان من انتشار الفتاوى بهذا الشكل الكبير مشيراً إلى تصاعد كمية الفتاوى خلال العشرين سنة الأخيرة بسبب دخول أناسٍ ليست لديهم الأهلية لإصدار الفتاوى إذ لا يتوافرون على المعايير المطلوبة من أجل إصدار فتاوى متزنة متوافرة على شروط الفتوى والمفتي مطالباً المفتين بتقوى الله في الفتاوى التي تطلق حالياً يميناً وشمالاً من دون تركيز أو تمحيص.
اسم البرنامج: إضاءات
مقدم البرنامج: تركي الدخيل
ضيف الحلقة: محمد حسن علوان
“روائي سعودي”
تركي الدخيل: أيها الإخوة والأخوات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، حيَّاكم الله في حلقة جديدة من برنامجكم الأسبوعي (إضاءات)، ضيفي في هذه الحلقة هو الأستاذ محمد حسن علوان “الروائي السعودي” حياك الله
محمد علوان: الله يحيك أبو عبد الله شكراً على الاستضافة
تركي الدخيل: الله يسلمك أستاذ محمد خلينا نبدأ من انتقالك من الشعر إلى الرواية في حوار لحضرتك مع جريدة الرياض في (26يناير 2003) قلت فيه أحياناً أشعر أن سلسلة مرحلية معينة هي التي تقودني إلى الجنس الأدبي الأقرب إلى عطاء الكتاب هذا ما يبرز لي حالياً وأن أسأل نفسي ذات السؤال لماذا الرواية بعد أن كنت قد كرست نفسي شاعراً وعندما أبحث عن إجابة أعود إلى النصوص الشعرية والنثرية في محاولة لتفكيك البنى الرئيسية التي تقوم عليها فأجد أنني أميل إلى مساحات الرقد الأوسع هل نسي محمد علوان الشاعر في وتفرع للرواية هذا الكلام كنت تقوله في (2003) بعد عشر سنوات لم نكد نسمع الشاعر محمد حسن
محمد علوان: إلى حد ما أعتقد أن الشعر هو الذي نسيني أو تركني ولست أنا الذي تركته لم يكن قراراً حاسماً أن أتوقف عن كتابة الشعر
تركي الدخيل: أنت وقفت الآن
محمد علوان: إلى حد ما أعتبر نفسي توقفت لأن رصيدي الشعري بدأ يتناقص وأيضاً لم أبدأ أتعامل مع الشعر كمشروع يعني كتابي..
تركي الدخيل: هذا نظر إلى أنه صار فيه إحلال كرست نفسك للرواية أكثر أعتقد أن هذا اللي حصل يعني ولكن لم يحدث ذات يوم أن أتحدث وأتحدث بشكل بطيء وتدريجي وجدت نفسي أكتب شعراً أقل وأكتب رواية أكثر ولم أحاول أن أعارض ذلك وما أن أعتقد دائماً أن هناك نوع معين من الروح الإبداعي يتطلبه كل نوع فني
تركي الدخيل: يعني وجدت نفسك في الرواية أكثر من الشعر ممكن نقول
وجدت نفسي في الرواية أكثر من الشعر
محمد علوان: وجدت نفسي في الرواية أكثر من الشعر في وفق يعني مراحل عمرية معينة وفق إطار فكري معين وجدت نفسي أن أستطيع أن أتكلم في الرواية وأقول ما لا أستطيع أن أقوله شعراً
تركي الدخيل: يعني أنت بدأت تكتب الشعر منذ أن كنت يافعاً ولا زلت ما شاء الله شاعر لكن هل ترى أنك يمكن أن تتجاوز الرواية إلى جنس أدبي آخر في مرحلة عمرية مختلفة مثلاً
محمد علوان: أعتقد وهذا الشيء يعني أنا بالنسبة لي مفتوح على كل الاحتمالات أعتقد أن هذا الشيء يعني حيوي وإما يكون عنده يعني تنوع في الأنواع الأدبية ولكن لا أستطيع أن أفرض نفسي على نوع أدبي لا أعتقد أنني بحاجة إليه ولا أعتقد أن أضيف فيه شيئاً أنا يعني دخلت إلى الرواية وأنا أعتقد أنه في فترة معينة أصبحت لدي يعني أفكاري بدى بعد ما كانت نوع من المشاعر الخام التي دائماً ما يكون يناسبها أن تطرح شعراً بهذه الآلية المكثفة من اللغة، أصبحت عندي رؤى مثلاً أكثر تعقيداً، وأحتاج إلى تفصيلها وتحليلها فوجدت نفسي أنجذب بشكل لا إرادي إلى الرواية وأكتب فيها ثم لما طرحت روايتي الأولى وجدت أن هذا الشيء ناسبني كثيراً أنا نفسي في أثناء الكتابة ارتحت للكتابة ناهيك عما يحدث بعد الكتابة من نشر.
تركي الدخيل: حضرتك أستاذ محمد حسن علوان كتبت سقف الكفاية كأول رواية لك
تركي الدخيل: ونُشرت في (2003م) تقريباً
محمد علوان: في 2002م
تركي الدخيل: 2002م كنت حينها في بداية العشرينات ثلاثة وعشرين سنة تقريباً
محمد علوان: نعم
تركي الدخيل: هل ترى أن دعم غازي القصيبي لك في البداية كان فاعلاً في تأسيس وضعك لأقدامك في عالم الرواية؟
الراحل غازي القصيبي شجعني على كتابة الرواية
محمد علوان: الحقيقة الرواية نُشرت ثم قرأها الدكتور غازي القصيبي، فهو قرأها في طبعتها الثانية تقريباً أو الثالثة ولا أنكر أن كان لدوره ودعمه أثراً كبيراً على معنوياتي ككاتب للرواية وهو بالذات يتعامل يعني لا يلعب هذا الدور معي فقط ولكن أنا أعتقد أنه أكثر يعني لا يوجد شاب أو شابة موهوبين في السعودية الآن وصلت أعمالهم إلى الدكتور غازي القصيبي أثناء حياته إلا أشاد بهم بطريقة أو بأخرى وكلهم يحمل ذكريات طيبة معه وهو مؤمن بهذا الدور الأدبي وأنا أعتقد أنه عندما التقيته في الرياض عندما كان وزيراً للمياه بعد نشر الرواية ذكر لي تحديداً قصته مع العقاد في مصر عندما كان شاباً في نفس العمر تذكر أنه كان يعني يمازحني وقتها لأنه كان الإعلام يكتب عني ذيك الأيام يعني يكتب أنه أصغر روائي سعودي، فقال لي أنا أصغر روائي سعودي، أنا كتبت الرواية وفي عمر أصغر منك كان عمري تسع عشرة سنة لما كتبت روايتي الأولى..
تركي الدخيل: لكنه لم ينشرها
محمد علوان: ولكنه لم ينشرها وعرضها على العقاد وقتها في القاهرة ودعمه بشكل كبير مما أدى إلى استمراره في الكتابة فهو يؤمن تماماً الدور الذي يلعبه الأدباء الكبار في تشجيع الأدباء الصغار تشجيعهم وتحفيزهم.
تركي الدخيل: وترى أن هذا موجود مستقر في البيئة السعودية دعم الأدباء الكبار للأدباء الصغار إلى الآن؟
محمد علوان: إلى حد ما أنا حددت كلمة التشجيع وليس الوصاية لأنه أحياناً كثيراً من الدعم يأتي على شكل وصاية اكتب هكذا ولا تكتب هكذا تحديداً كل واحد يرى خصوصاً لما يكون فيه فارق بين الأجيال يرون أحياناً أن الكتابة يجب أن..
تركي الدخيل: يمارسون أبوية تجاه الجيل الجديد
محمد علوان: أبويه نعم ويعتقدون أن المعايير السابقة هي معايير ثابتة ومتجاوزة للزمن
تركي الدخيل: هذا موجود مستفيض في..
محمد علوان: موجود لدى كثير من الكتَّاب الكبار ولكن على الجانب الآخر موجود لدى كثير من الكتَّاب الكبار أيضاً إقبال على أدب الشباب، يعني أنا سمعت قريباً من أحد الروائيين في الخليج الكبار أنه لم يعد يقرأ لأبناء جيله بقدر ما هو يقرأ بإقبال رواية الشباب لأنه يعتقد هو أنه يتعلم من جيلهم ويتعلم من أفكارهم وانفتاحهم..
تركي الدخيل: هل هذا بسبب أن الروائيين الشباب منفتحين على مدارس أدبية أكثر وبحكم العولمة والترجمة والإنترنت أكثر انفتاحاً على أجناس أدبية؟
الشباب لديهم جرأة على تقديم المختلف
محمد علوان: قد يكون وقد لا يكون لأنه أحياناً بعض الكتّاب الكبار أيضاً يكون خلفيتهم ومراجعهم في المدارس الأدبية أغزر وأعمق، ولكن ما هو يعني الشباب لديهم جرأة على التجريب والطرح المختلف أو لديهم يعني لأقول غريزة أن يأتوا بما لم يأت به آباءهم حتى يتمايزوا عنهم، أحياناً الجيل السابق يكون مجرد استمرارية يعتقد أنه هو يريد أن يكتب كما كتب الذين من قبله ولا يتجاوزهم فهذه هي يعني لا تكون كتاباتهم ولا جيلهم فتحاً أو تغييراً في المشهد الروائي أو الفني بشكل عام، بينما الشباب لا يعتقدون أنهم هم يجب أن يكونوا حراساً لمدارس سابقة، يعتقدون أنهم يجب يستطيعوا أن ينشروا مدارسهم الخاصة ويستطيعوا أن يكتبوا كيفما اتفق على أن يكون معيارهم الوحيد هو الإبداع.
تركي الدخيل: جميل، إحدى عشرة سنة منذ أن طرحت روايتك الأولى أصبح الآن عندك بضع روايات وشاركت في يعني كانت إحدى رواياتك ضمن سلسلة البوكر للرواية العربية، إلى أي حد تعتقد ما الذي فرق بين من 2002 إلى 2013 في محمد حسن علوان؟
أؤمن بأن الكتابة عبارة عن عملية تواصل
محمد علوان: الكثير طبعاً على صعيد الرواية طبعاً الكثير أنا بالنسبة لي كل رواية أحرص بعد نشرها على أن أكون منفتحاً على جميع ردود الأفعال وحضوري على الإنترنت تحديداً باعتباره نافذة تتيح لي أن أطل على ما يشعر به القارئ تجاه الرواية وأن أسمح للقارئ أيضاً أن يُعبّر عن رأيه، أنا دائماً أؤمن أن الكتابة هي عملية تواصل وأن بدون التواصل هذا يكون الكتابة كمن يصرخ في الفضاء الخارجي لا يسمعه أحد.
تركي الدخيل: هل تطرح -أحياناً- من خلال الإنترنت أجزاء من روايتك قبل أن تطرحها مكتملة وتشوف تجس النبض على ردود الأفعال تجاهها؟
محمد علوان: لا؛ حقيقة أنا لم أفعل ذلك..
تركي الدخيل: طيب كيف أجل الإنترنت تعتبر أنه يُقدّم لك تواصل..
محمد علوان: من ردود الأفعال عن الروايات..
تركي الدخيل: بعد رواياتك التي تنشرها
محمد علوان: نعم يعني أنا حاضر في أكثر من موقع اجتماعي ودائماً لم أكتب رواية بعد سقف الكفاية إلا استفادت كل رواية من الرواية اللي سبقتها ومن ردود الأفعال اللي فيها، استفادت بشكل أو بآخر لا يعني أنها استجابت ولكن استفادت بشكل أو بآخر.
تركي الدخيل: طيب، في حوار أُجري معك أستاذ محمد حسن علوان في (6 سبتمبر 2004م) قلت: (الرواية ليست فيلماً سينمائياً بالضرورة، وبالتالي ليس علينا أن نرسم شخصياتها بشكل فيزيائي بحت كما هي الأفلام، وإن كان هذا شائعاً في روايات أخرى، أغلبها كلاسيكي الطابع). طبعاً كنت تتحدث عن رواية حضرتك سقف الكفاية، ليست فيلماً سينمائياً لكن هناك الكثير من الروايات تحولت إلى أفلام سينمائية “زوربا” مثلاً “العراب” روايات كثيرة فهل هذا أنه فيه روايات تناسب التحول إلى أفلام وروايات ما يناسبها التحول إلى أفلام؟
الرواية يجب أن تقول ما لا تستطيع أن تقوله أنواع الفن الأخرى
محمد علوان: أول شيء ما شاء الله ها الحوارات اللي جايبها كلها من عشر سنين وتقريباً يعني أنا ما أدري شلون وصلت لك ها الحوارات، ولكن أتذكر تحديداً هذا الحوار كنت أجيب على تساؤل أو على انتقاد لازمني كثيراً في بعض الروايات حول قلة كثافة الحدث وتسلسله، وبالنسبة لي أنا كنت أجيب وأقول أن تسلسل الحدث يليق أكثر بالمسلسلات التلفزيونية وبالأفلام السينمائية كفنون معتبرة ولكن هذه آلية الطرح هذا تكنيك هذه الأنواع الفنية، بالنسبة للرواية وجهة نظري كروائي أن الرواية يجب أن تقول ما لا تستطيعه الأنواع الفنية الآخر أن تقوله يعني على سبيل المثال الرواية -أحياناً- يكون فيها الكثير من البوح الوجداني بمعنى آخر أنه كيف يتحدث البطل مع نفسه، بعض الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية يحتاج المخرج إلى أو الكاتب إلى هذا المشهد -أحياناً- فغالباً يلجأ إلى الصوت الداخلي يكون الممثل صامت وفيه شخص يتحدث بصوته وإلى آخره، أنا بالنسبة لهذا المشهد أعتبره مخل -أحياناً- بالآلية التي أفترض أن يجب أن يكون عليها المسلسل التلفزيوني والفيلم السينمائي بينما الرواية تبرع تحديداً..
تركي الدخيل: طريقة قديمة تعتبرها أنت
محمد علوان: نعم أنا أعتقد أنها طريقة لو كثرت هذا في الفيلم أو المسلسل يكون مؤشراً على أن هذا العمل كان يجب أن يُكتب كرواية وليس كفيلم سينمائي، في المقابل أنا لا أستطيع أن أكتب روايتي على أساس أنه مشهد بعد مشهد بعد مشهد حدث بعد حدث بعد حدث وإلا كان الأجدر بي أن أكتب فيلماً سينمائياً..
تركي الدخيل: تكتب سيناريو أفضل..
محمد علوان: أو سيناريو نعم لو كنت أستطيع ذلك يعني فهذا كان ردي من هذا الباب بالنسبة لتحويل الرواية إلى عمل سينمائي هذا مجال آخر..
تركي الدخيل: هل تتوق إلى تحويل روايتك إلى أفلام سينمائية؟
محمد علوان: يعني من باب التجربة أكيد لدي فضول أن أعرف كيف ستتحول رواياتي إلى عمل سينمائي.
تركي الدخيل: بس ما جرى أي طرح مثلاً من قِبَل سينمائيين أنهم يريدون أن يحولوا بعض رواياتك؟
محمد علوان: الحقيقة لم يُعرض عليّ ذلك من قبل وإن كنت أنا بالنسبة لي من المؤمنين بأن العمل السينمائي القائم على الرواية هو عمل مستقل فني مختلف له معاييره وله أبطاله أيضاً المخرج والمنتج والمعد وإلى آخره..
تركي الدخيل: طيب أي رواياتك ترى أستاذ محمد علوان أنها أقرب إلى تحويلها إلى فيلم سينمائي؟
محمد علوان: أعتقد رواية القندس الأخيرة للسبب اللي تحدثت أنها قبل قليل أن رواية القندس أكثر غنى بالأحداث من الروايات السابقة.
تركي الدخيل: هل حرصت على التسلسل الحدثي في القندس لتتجنب الانتقادات اللي جاءتك في سقف الكفاية؟
محمد علوان: نعم إلى حد كبير ولأجرب ما لم أجربه من قبل، يعني أيضاً يوجد فارق زمني بين كتابة الروايتين يعني حوالي عشر سنوات وبالتالي أصبحت -أحياناً- لدي مشاعر مختلفة حول ما أريد أن أطرحه وما أريد أن أبوح به يناسبه هذا النوع من الكتابة..
تركي الدخيل: عندك “سقف الكفاية”، عندك “صوفيا”، عندك “القندس” وعندك “طوق الطهارة”
محمد علوان: نعم
تركي الدخيل: إلى أي حد تعتقد أو أي هذه الرويات أقرب إلى محمد حسن علوان؟ الأصغر الأقرب كتابة؟
محمد علوان: “سقف الكفاية” لأنها الأولى ولأنها العمل الذي قدمني إلى المشهد الروائي، ولأني عندما كتبت سقف الكفاية وهذه يعني أعود وأذكرها مراراً لم أكن أتوقع أنها ستكون رواية ولم أكن أهدف إلى نشرها، كنت أعتقد أن عالم النشر هو عتباته أعلى كثيراً من قدرتي على الخوض فيه، فكتبتها لنفسي يعني فعلاً كتبت الرواية كاملة بخط يدي وقتها ما كان عندي كمبيوتر فاضطريت أن أكتبها بخط اليد وكنت طالب وقتها في الجامعة يعني وكتبتها بالكامل ولما اكتملت طبعتها لنفسي طبعتها على ورق عادي وغلفتها لنفسي واحتفظت فيها كشهادة على أني يوم من الأيام كتبت رواية.
تركي الدخيل: كم من هذا الوقت اللي أتميت فيه كتابة الرواية إلى نشرها كم استغرق الوقت؟
محمد علوان: بضعة أشهر لأني عندما انتهيت من الرواية عرضتها على أصدقاء من الكتّاب، فلما قرؤوها شجعوني على نشرها، فتشجعت أرسلتها إلى بعض الناشرين في لبنان وجدت رفضاً من أحدهم، قبولاً من الآخر مع شروط معينة، تشجعت ونشرتها..
تركي الدخيل: وش الشروط اللي فُرضت عليك في البداية؟
محمد علوان: طبعاً في البداية طلبوا مني أن أدفع تكلفة الطباعة لأنه ما يستطيعون أنه هم يغامرون ويراهنون على كاتب شاب لم يسمعوا به من قبل عمره اثنين وعشرين ثلاث وعشرين سنة..
تركي الدخيل: ودفعت؟
محمد علوان: ودفعت المبلغ
تركي الدخيل: ادفع بالتي هي أحسن
محمد علوان: ادفع بالتي هي أحسن و..
تركي الدخيل: وبعدين الروايات اللي بعدها لم تدفع من أجل النشر.
محمد علوان: لا لا طبعاً وحتى الطبعة الثانية من سقف الكفاية لم أضطر أن أنا أدفع.
تركي الدخيل: طيب وفيه اشتراطات ثانية غير أنك تدفع قيمة الطباعة؟
وزعت أول 500 نسخة من رواية “سقف الكفاية” مجاناً
محمد علوان: لا أبداً هو أدفع قيمة الطباعة هو في الأخير الاتفاقية تمت أن أنا أشتري مسبقاً خمسمائة نسخة من الرواية وبالتالي أحمي الناشر من أنه يتعرض لأي خسارة، فاشتريت النسخ هذه أرسل لي إياها في الرياض خمسمائة نسخة اضطريت في الأخير إن أنا وزعتها مجاناً على كل من طلب الرواية، وكان أعتقد أن هذا أفضل قرار اتخذته بأنه كانت أول خمسمائة نسخة من أول كتاب لي وُزعت مجاناً بالكامل على أناس لا أعرفهم حتى.
تركي الدخيل: أيه يعني أنت لم تنتظر أن يأتيك الناس ذهبت إلى الناس بتوزيعها.
محمد علوان: أنا أعتقد أني أجب أن أظل إلى الآن أذهب إلى الناس قدر المستطاع..
تركي الدخيل: وصرت توزع من الروايات الجديدة ولّا بطلت؟
محمد علوان: لا بطلت
تركي الدخيل: خلاص
محمد علوان: ما صار عندي خمسمائة نسخة لأني ما اشتريت خمسمائة نسخة يعني
تركي الدخيل: طيب اسمح لنا ننتقل إلى فاصل قصير، فاصل قصير أيها الإخوة والأخوات نعود بعده لمواصلة حوارنا في (إضاءات) والأستاذ محمد حسن العلوان “الروائي السعودي” فابقوا معنا
[فاصل إعلاني]
تركي الدخيل: حيَّاكم الله مجدداً في (إضاءات) أيها الإخوة والأخوات لا يزال حواري هذه الحلقة مع الأستاذ محمد حسن العلوان الروائي السعودي، أستاذ محمد خلينا ننتقل شوي من موضوع الرواية إلى بعض الآراء التي كتبتها حضرتك كنت كاتباً أسبوعياً في أكثر من صحيفة استقريت في الأخير في الكتابة كتبت في جريدة الوطن وفي غيرها من الصحف السعودية، لك سنة موقف، وُقفت؟
محمد علوان: لا؛ لم أُوقف أبداً ولم أوقف أبداً خلال كتابتي خمس سنوات في جريدة الوطن ثم..
تركي الدخيل: ما تصلح مناضل أنت معناته.
محمد علوان: لا؛ أعتقد أن النضال لا يكون عن طريق مناكفة الخطوط الحمراء ليس بالضرورة أن هذا هو النضال يعني.
تركي الدخيل: لم توقف إذاً لم تُرد لك مقالات مثلاً
محمد علوان: لا؛ عُدلت لي بعض المقالات في وجهة نظر تبادلتها أنا والمشرفين في الجريدة وغالباً نصل إلى قناعة مشتركة يعني.
تركي الدخيل: طيب، ليش لك سنة ما تكتب بعد أن كنت حاضراً بشكل أسبوعي تكتب مقالاً في صفحات الرأي السعودية؟
لم يعد لدي الكثير لأقدمه للكتابة الصحافية
محمد علوان: عدة عوامل العامل الأول أني اعتقدت أني قضيت أكثر من خمس سنوات وبدأت أشعر بأنه ليس لدي الكثير مما يمكن أن أقدمه في الكتابة الحقيقة عندما أضطر أنني أكتب مقالاً لمجرد أنه مطلوب مني أنه يُنشر بعد أسبوع يعني كثيراً يضايقني هذا الشيء.
تركي الدخيل: بس هل تستنزف أفكارك وتبغى توفر نفسك للرواية ما تبغى تستهلك نفسك من خلال الكتابة الصحافية؟
محمد علوان: لا؛ أنا أعتقد أن الكتابة الصحافية مختلفة تماماً عن الرواية كل منها يأخذ من مخزون مستقل تماماً
تركي الدخيل: مختلف
محمد علوان: وبالتالي لم أقلق على هذا الشيء أبداً، ولكن أيضاً العامل الآخر أني كنت انشغالاتي أيضاً لما بدأت الكتابة لما كنت أنا الآن طالب دكتوراه يعني على وشك كتابة الرسالة، فوجدت صعوبة في..
تركي الدخيل: هل تخصصك له علاقة بالأدب؟
محمد علوان: لا أبداً ما له علاقة في الأدب منذ البكالوريوس، أنا عندي بكالوريوس نظم معلومات وماجستير إدارة الأعمال والآن أدرس دكتوراه في التسويق الدولي.
تركي الدخيل: إلى أي حدٍّ ترى أن التخصصات الثانية يمكن تثريك فيما عُرفت به بوصفك روائياً؟
محمد علوان: الكثير وأعتقد روائيين كثيرين يتفقون معي، أنا أتذكر يعني تحديداً جابريال جاسيه ماركيز أنه ذكر أنه في فترة من الفترات قبل أن يصبح كاتباً مشهوراً اضطر أن يعمل محاسباً في إحدى الشركات وقرأ في مكان فقير في قرية فقيرة ليس فيها مكتبة فاضطر أن يقرأ مراجع في المحاسبة لأنها كانت الكتب الوحيدة الموجودة آنذاك، فهو يجزم أنها أفادته كثيراً في رواياته فيما بعد.
تركي الدخيل: إذاً ممكن تكون التخصصات الثانية رافد للشخوص التي ممكن أن تكون أبطالاً لروايتك للأحداث وما إلى ذلك؟
محمد علوان: نعم؛ إضافة إلى ذلك أعتقد أنه سيكون من المرهق جداً أن تكتب رواية وأنت تعمل في الأدب اللي هو أصلاً يكون مصدر رزقك، يعني تصير عملية كتابة الرواية كأنها جزء من العمل كأنها جزء من الوظيفة وبالتالي لن يكون لديك ذلك الدافع وذلك الشغف الذي تأتي لأهل الرواية وكأنها يعني هواية وكأنه شيء تمارسه خارج ما تمارسه طلباً للرزق يعني.
تركي الدخيل: طيب، محمد حسن علوان هل عندما تكتب الرواية يحضر مثلاً الناقد في داخلك؟ هل تفكر ماذا سيقول النقاد عنك عندما تكتب؟
محمد علوان: الناقد اللي في داخلي أقمعه بعنف..
تركي الدخيل: موش الناقد في داخلك هل تفكر ماذا سيقول النقاد؟
محمد علوان: النقاد لا ليس.. في الحقيقة القراء أهم عندي من النقاد، النقاد يعني الناقد يعمل على مشروع مستقل -أحياناً- هو يأخذ من الروايات ومن الأعمال الموجودة في المشهد ليعمل على مشروعه سواء كان أكاديمياً وسواء كان ناقداً محترفاً، وبالتالي كل ما سيقوله عن الرواية هو يصب في مصلحته وفي مشروعه، أنا لي أن آخذ من هذا المشروع ما يفيدني وما أرى أنه يفيدني ولي ألا أفعل ذلك، لكن بالنسبة للقارئ القارئ جاء أقبل على روايتك وقرأها لأنه راهن على أنك تستحق ثلاث ساعات من القراءة فيك، أنا أعتقد أن هذا الرهان بالنسبة ليس يُشكل مسؤولية كبيرة..
تركي الدخيل: انتصار
محمد علوان: مسؤولية كبيرة
تركي الدخيل: انتصار ولّا مسؤولية؟
محمد علوان: لا ليس انتصاراً لأنه في الأخير يمكن ما تعجبه الرواية ويكرهني بعدما صار صار انتصار مقلوب..
تركي الدخيل: تخاف أنه ما تعجبه الرواية وتقلق من هذا الشعور؟
محمد علوان: طبعاً طبعاً يعني أنا بالنسبة لي أعتقد أنه أنا مدين للشخص اللي هو استغرق هذا الوقت في قراءة الرواية وبعدين لم تكن على مستوى ذائقته ولا تستحق وقته فأعتقد أنه مدين يعني أعتقد أنه مثقل بدين معين تجاه هذا القارئ.
تركي الدخيل: طيب ما تعتقد أنه من خلال أربع روايات بالتأكيد فيه ناس قرؤوا ولم تعجبهم بعض رواياتك؟
محمد علوان: كثيراً ولم يوفروا ذلك يعني وصلوه لي بشكل مباشر يعني
تركي الدخيل: وش كانوا يقولون؟ وش أفضل الرفض اللي يجيك؟
محمد علوان: الحقيقة يعني مثلاً في المواقع التي عادة أحصل فيها على تعليقات القراء مثلاً موقع جود ريدز دوت كوم من المواقع اللي كل كتاب كل واحد يكتب تعليقه، فعادة لما يجيني تعليق سلبي مثلاً أقول له شوف التعليق اللي قبلك، أو التعليق اللي بعدك اللي غالباً يكون إيجابي، وإذا جاءني تعليق إيجابي أقول له شوف التعليق اللي قبلك أو اللي بعدك لأنه غالباً يكون سلبي، يهمني تماماً أن يكون هناك توازن بين التعليقات بين الناس اللي ترى للروائي إيجابية وسلبية حتى لو كان الجميع يرونها إيجابية وجميلة هذا بالنسبة لي مصدر قلق معناه أنه إلى حد ما أنا صرت أكتب رواية شعبية..
تركي الدخيل: شعبوية
محمد علوان: شعبوية -إن صح التعبير- تستجيب للرغبات القرائية المباشرة أو مزاجية القارئ بشكل مباشر ولا تتحداه ولا تحاول أن تناقشه أو أنها تغير نظرته لبعض الأمور.
تركي الدخيل: طيب، خلينا ننتقل إلى بعض الآراء اللي كتبتها أستاذ محمد حسن علوان في جريدة الوطن نشرت مقالاً في (8 سبتمبر 2011م) عنوانه: “حكاية قبل النوم نظرية المؤامرة” تقول: (نظرية المؤامرة إذاً ليست إلا أداة نفسية وفكرية واجتماعية يراد من خلالها تفسير الواقع بشكل مريح للفرد والمجتمع والآيديولوجيا. أمتنا العربية منكوبة منذ عقود طويلة بأحداث سياسية جسام تعاقبت عليها مثلما تعاقبت من قبل على أمم أخرى، مما يبرر احتياجها الدائم إلى نظرية المؤامرة لتساعدها على الحياة بآلام قوميّة أقل). ألا ترى أن حضرتك في هذا الرأي اختزلت نظرية المؤامرة في هذا التوصيف النفسي؟
حاولت إسقاط استخدام نظرية المؤامرة في العالم العربي
محمد علوان: طبعاً لا، لا أزعم أبداً أنني أستطيع أن أختزل جميع الجهود التي بُذلت من قبل العلماء للكلام عن نظرية المؤامرة في بضعة أسطر، ولكن هذه محاولة لإسقاط استخدامنا في العالم العربي لنظرية المؤامرة لأنه في الأخير أننا عادة نستخدمها ليس كنوع من يعني ما نستطيع إذا افترضنا أن هناك مؤامرة فلا نعمل على تفكيك خيوط هذه المؤامرة بقدر ما نقبلها كما هي من أجل أن نخفف على نفسنا آلامنا القومية والإيديولوجية وهزائمنا من حوالي ستين سبعين سنة..
تركي الدخيل: وبالتالي إحنا معذورين بالهزيمة لأنه يتم التآمر علينا والمتآمر قوي وأكثر فاعلية فنبرر الهزيمة وعدم العمل.
محمد علوان: وبالتالي تكون يعني في علم النفس الاجتماعي تكون أداة لتخفيف الآلام مسكنات فكرية معينة نؤمن فيها، أنا شخصياً بالنسبة لنظرية المؤامرة لا يمكن أنفيها، لكن هي آلية واضحة جداً للتعامل..
تركي الدخيل: وين كنت تنفيها أنت تأكدها بقوة هنا.
محمد علوان: لا أنفي وجود المؤامرة نفسها
تركي الدخيل: آه لا تنفي المؤامرة
لابد من استبدال نظرية المؤامرة بالتخطيط الاستراتيجي
محمد علوان: ولكني أستبدلها بمصطلح أكثر دقة وهو التخطيط الاستراتيجي، جميع الدول والكيانات الكبرى في العالم تخطط استراتيجياً من أجل مصالح شعوبها بشكل أو بآخر..
تركي الدخيل: وهذا حق مشروع بطبيعة الحال
محمد علوان: فالتخطيط الاستراتيجي عادة يكون يصب يعني يضر أمم أخرى أو دول أخرى فتنظر لها على أنها مؤامرة والحقيقة هي مجرد هذا التنافس والتدافع الدولي من أجل مصالح موجودة لا تكفي الجميع.
تركي الدخيل: هل ترى أن نظرية المؤامرة مستقرة في العقل العربي أكثر من العقول الأخرى؟
محمد علوان: لا أعتقد لأن لها وجود واضح جداً في شعوب أخرى لم تصل إلى ما وصلت يعني مثلاً كثير مما يحدث في العالم العربي من جلد للذات من شعور بالهزيمة هو في الحقيقة شبيه جداً لما يحدث في أمريكا اللاتينية مثلاً قبل أن تبدأ الآن في نهضتها الاقتصادية، لو وصلنا للموروث الشعبي والسياسي ولو قرأنا حتى جرائدهم وأقلام كتابهم لوجدنا إنه يوجد تشابه كبير عندما يطرح في العالم العربي ولكن نحن مصادرنا عندما نقرأ للآخر نقرأ للآخر المنتصر القوي الغربي فنجد صورة مختلفة تماماً، لكن لوجدنا يعني ناس على نفس المستوى أمم على نفس المستوى من التراجع سنجد يعني تقاطعات كثيرة بيننا وبينهم
تركي الدخيل: أنت الآن تقر بوجود أحياناً مؤامرات لكن تقول تسميها تخطيط استراتيجي
محمد علوان: نعم
تركي الدخيل: ما الموقف الذي يجب أن أقفه إلى أن تتخطط استراتجينا أخطط استراتجياً ولّا..
محمد علوان: طبعاً طبعاً
تركي الدخيل: وترى أنه قناعتنا بوجود نظرية بوجود المؤامرة هو لتبرير عدم العمل والتخطيط الاستراتيجي؟
محمد علوان: يعني بضرب مثلاً عندنا لدينا في دول الخليج مثلاً أو نعمل بشكل استراتيجي للحفاظ مثلاً على أسعار النفط باعتبارها مصدر يعني دخل أساسي لدول الخليج بالنسبة لدول أخرى
تركي الدخيل: الحفاظ على أسعارها مرتفعة قصدك
محمد علوان: نعم للحفاظ على أسعار النفط بما هي معتدلة ومعقولة يعني هذا هو تخطيطنا الاستراتيجي، دول أخرى تعتبر أن هذا مؤامرة من أوبك يعني وكثير حتى في خطابات مرشحي الانتخابات الأمريكية دائماً يتحدثون عن الأوبك وكأنها مجموعة من المتآمرين للحفاظ على مكتسباتهم الذاتية، فهذا إن ننظر للوجه المقابل نستطيع أن نفهم أحياناً كيف إحنا كمان..
تركي الدخيل: تشوف أستاذ محمد حسن علواني إنه استخدام السياسي أو المثقف لنظرية المؤامرة هو قناعة منه ولّا محاولة للحصول على شعبوية أكثر؟
محمد علوان: يعني من السيء أن يستخدمها سياسي لأن يفترض أن السياسي تكون لديه أدوات كاشفة أكبر يستطيع أن يرى فيها الوضع مما لا يتاح للمواطن العادي
تركي الدخيل: بس هو يستخدمها في الحملات الانتخابية أكثر شيء إذا فاز ما عاد يستخدمها واجد
محمد علوان: لكل سياسي له مشروعه وكل له ظروفه يعني ما نستطيع
تركي الدخيل: المثقف هل يستخدم نظرية المؤامرة لأنه مؤمن بها أيديولوجياً ولّا لأنه لم يحلل كثيراً
نظرية المؤامرة موجودة في البنية الفكرية للمجتمع
محمد علوان: لما تكون نظرية المؤامرة موجودة في البنية الفكرية للمجتمع سيستخدمها الجميع يعني سيستخدمها السياسي والمثقف ولاعب الكرة والفنان
تركي الدخيل: وسواق التاكسي وكل الناس
محمد علوان: الجميع سيستخدمها يعني بشكل أو بآخر سواء على محيطة الضيق أو سواءً على محيط كوني واسع إنما هي جزء من البنية الفكرية وليست مجرد..
تركي الدخيل: أنتم الروائيون تعتبرون النقاد يتآمرون عليكم؟
محمد علوان: الروائيين نعم يوجد روائيين يعتقدون أن النقاد يتآمرون معهم، يوجد من يعتقدون أن النقاد يعملون لمصلحته، كل واحد عنده تجربة مختلفة وظروف مختلفة
تركي الدخيل: طيب محمد حسن علوان كتبت في جريدة الوطن مقالة تحت عنوان (أفضل مكان للعيش في العالم) في (15 سبتمبر 2011) قلت فيه: (فلطالما كانت سمعة فرنسا كقبلة عالم الموضات والأزياء وغيرها منوطة بباريس فقط. وكثيرون في دول العالم البعيدة عن الشرق الأوسط سمعوا بمدينة (دبي) ولم يسمعوا بدولة (الإمارات). هذا يعني أن تسويق المدن بشكل مستقلّ عن الدولة ليس ممكناً فقط بل ويعود بفوائد كبرى، كون عملية تسويق مدينة بناءً على مكوناتها المعيشية والسياحية والتجارية وغيرها يصرف عن الأنظار ذلك العبء السياسي الذي تعكسه الدولة). كيف تعتقد أن المدن يمكن أن تنجح في تسويق نفسها؟
محمد علوان: يعني هذا يصب في تخصصي الآن أنا أدرس دكتوراه في تخصص تسويق المكان سواء كان هذا المكان دولة أو مدينة أو منطقة بأسرها، فهذا المقال كنت أتحدث فيه عن ما نزع إليه بعض نظريات التسويق مؤخراً إلى أنه بدلاً أن نسوق دولة بأكملها من الأفضل لنا أن نسوق مدينة بشكل أو بآخر لماذا؟ لأنه أحياناً تكون الدولة من الصعب من أجل أن تسوق مكان يجب أن يكون لديك ما تسوقه يجب أن يكون لديك ميزات معينة، فمن الصعب أن تنهض بالدولة بشكل بكامل وتتجاوز جميع المشكلات
تركي الدخيل: فيه تركه ثقيلة أحياناً ما تستطيع..
محمد علوان: فمن الأفضل أن تخصص منطقة معينة وراح تستفيد عادةً من تسويق هذه المدينة بشكل جيد وراح تستفيد الدولة بشكل أو بآخر، ضربت مثالاً في نفس المقال كنت أتكلم مثلاً عن دولة المكسيك، دولة المكسيك لديها مشكلات كبيرة جداً في التنمية وفي الأمان وفي آخره، ولكن بعض مناطق المكسيك عملوا على تسويقها بشكل سياحي..
تركي الدخيل: كانكون مثلاً
محمد علوان: نعم فأصبحت مثلاً وجهة سياحية للجميع لا يختلف أحد على أن هذا مكان جميل بينما يختلف الناس كلهم على كون المكسيك
تركي الدخيل: آمنة أو سياحية ونحو ذلك
محمد علوان: هذا يحدث عندنا أيضاً في يعني تسويق الدول أصبح له يعني مكانة كبيرة جداً في العالم العربي حالياً إما لأسباب سياسية بسب وجهات النظر السيئة التي يعني أعقبت أحداث سبتمبر، وإما لأننا أصبحنا نتحول إلى وجهات يعني اقتصادية ومراكز اقتصادية كبرى مثل الإمارات
تركي الدخيل: طيب العنوان كان “أفضل مكان للعيش بالعالم” وش معايير أفضل مكان للعيش في تقديرك بما أنك يعني مختص في تسويق المكان؟
محمد علوان: أفضل مكان للعيش يأخذ دائماً في الاعتبار العيش وليس السياحة وليس الاستثمار أو المعايير الأخرى، فيوجد مجموعة من المعايير لأنه يوجد فيه أكثر من تصريف أكثر من جهة دولية تقدم هذا التصنيف في الغالب يشتركون في المعايير مثلاً جودة الخدمات الصحية، جودة الطرق، جودة الحياة، البيئة..
تركي الدخيل: التعليم
محمد علوان: التعليم أيضاً كل ما يمكن أن ينزع الإنسان إلى أن يرغب في أن..
تركي الدخيل: يجعله يعيش عيشة مرتخية
محمد علوان: حياة سعيدة، وغالباً الدول التي تحرص أن تكون في مراكز متقدمة في هذه أفضل مكان للعيش تحديداً وليس سياحة إلى آخره هي الدول التي تسعى إلى استقطاب المهاجرين مثل كندا ومثل أستراليا ومثل بعض الدول الأوروبية، وبالتالي تحاول جاهدة أن تحصل على تصنيفات مرتفعة في هذا..
تركي الدخيل: عشان يهاجرون الناس لها
محمد علوان: هي تستقطب يعني عقول أكثر
تركي الدخيل: سأهاجر إلى فاصل أعود بعده لمواصلة حواري، فاصل قصير نعود بعده إلى (إضاءات) ومحمد حسن علوان فابقوا معنا.
[فاصل إعلاني]
تركي الدخيل: حيَّاكم الله مجدداً أيها الإخوة والأخوات في (إضاءات) لا يزال حواري هذه الحلقة مع الأستاذ محمد حسن علوان “الروائي والكاتب السعودي”، أستاذ محمد كتبت مقالة في (2 سبتمبر2010م) عنوانها “تهافت الفتوى” قلت فيها: (الفتوى إذن ليست إلا الصدى المعرفي للأشخاص. وإذا اتفقنا أنّ الأشخاص هم قوام المجتمع، فبإمكاننا أن نجد مدخلاً لعلم الاجتماع في تحليل ظاهرة (تهافت الفتوى) من حيث إنها مرتبطة بمطلقيها ارتباطاً عضوياً. وبالتالي يمكننا القول بأن تهافت الفتوى كان نتيجة لتهافت الأشخاص. وتهافت الأشخاص كان نتيجة لعوامل عديدة يصعب تلخيصها دون إخلال بالصورة الكاملة، ولكن على سبيل المثال نذكر من هذه العوامل: التسابق على تحقيق المكاسب المعنوية السهلة التي يكفلها الانخراط في الصراع التياري، ومحاولة صعود السلم الاجتماعي اعتماداً على معايير غير أصيلة ولا نافعة، وكذلك قلق النخب التقليدية من تسارع وتيرة التغيير الاجتماعي والحضاري وخطرها على مكانتهم الثقافية، والتنافس الشديد على الشواغر القليلة في هرميّات المؤسسة الدينية). أنت الآن تحلل أسباب تهافت الفتوى، وش تقصد بتهافت الفتوى؟
محمد علوان: أنا أعتقد يعني الفتوى تحديداً هي رأي معرفي يستخدم بناءً على معايير دينية ومعارف دينية معينة لمحاولة يعني إطلاق حكم معين على حالة معينة، الفتوى هناك أيضاً فتوى رصينة وجادة وهي الفتوى اللي نقبلها ونلتزم بها ونتبعها في حياتنا
تركي الدخيل: رصينة وجادة في مقابل متهورة وبسيطة وغير جادة؟
محمد علوان: نعم في الأخير تقود إلى نتائج خاطئة
تركي الدخيل: طيب وش المعيار اللي يخليك تحدد ها الفتوى بأنها رصينة والثانية بأنها غير رصينة
محمد علوان: أنا ما أستطيع أن أحددها ليس لدي المرجعية الكافية المعرفية التي تجعلني أفرق بين فتوى أخرى أنا أتكلم هنا من وجهة نظر اجتماعية وثقافية فقط ولست عالماً حتى أُقيِّم العالم هذا وأعلم العالم هذا أنا أتحدث بالأعمال ولا أحاول أن أنتقص من مكانتهم الاعتبارية ولكن أتحدث..
تركي الدخيل: بس ضمن تحليلك -إذا سمحت لي- تتكلم على أنه الصراع الفكري أحياناً قد يكون أحد الدوافع لاستصدار بعض الفتاوى
محمد علوان: هذا ما يحدث وأعتقد أنه يعني أنا شخص كشخص عادي في المجتمع عابر ما كنت أسمعه عدد الفتاوى عندنا أخذت المعيار الكمي عدد الفتاوى اللي كنت أسمعها صغيراً أقل بكثير من عدد الفتاوى اللي أسمعها يومياً الآن وبالتالي
تركي الدخيل: بس هذا يمكن راجع لكمان التقنية ووسائل الاتصال اختلفت عن يوم كنت صغير
محمد علوان: نعم؛ لكن هي عوامل كثيرة تؤدي إلى تهافت الفتوى ما أريد أن أقوله وأعتقد أنه كثير من علماء الدين تحدثوا عن ذلك تحديداً أنه يوجد تهديد على مكانة الفتوى في مجتمعنا بسبب أنها صارت تصدر من أناس يعني لا يملكون تأهيل كافٍ لإصدار الفتوى بدوافع لم تعد هي الدوافع النبيلة الأصيلة لإصدار الفتوى التي عرفناها بالتراث الإسلامي يعني أصبح هناك معايير إعلامية معايير شخصية معايير تسويقية لإصدار الفتوى بوصف الفتوى دائماً عابرة للقارات -أحياناً- قد تصل إلى الغرب قبل أن تصل..
تركي الدخيل: أو للشرق
محمد علوان: وتُستخدم بشكل أو بآخر ضدنا يعني كمجتمع سعودي يساء لنا أحياناً في إساءة فهمنا كثيراً في الغرب بسبب فتوى أطلقها شخص أو خبر أطلقه شخص..
تركي الدخيل: هل يجب للمفتي قبل أن يصدر فتواه أن يتوقع ردود الفعل عند الغرب
محمد علوان: لا طبعاً مو هكذا ولكن أعتقد أنه يجب على المفتي أن يتقي ربه أول شيء في فتواه ثم أن يدرس السياق المناسب لإصدار هذه الفتوى والآلية يعني أن يطلقها بشكل يعني أكثر تأصيلاً أكثر اجتهاداً فيها، وأن يكون قبل ذلك لديه دافع حقيقي وأصيل ونبيل لإصدار الفتوى، أنا أتحدث مثلاً يعني أتحدث عن كبار العلماء عندنا في السعودية وآلية إصدارهم للفتوى وكيف يتدارسونها؟ وكيف تظل عندهم تدور في أروقة هيئة كبار العلماء أدت أيام مقتصر العشر قبل يصدرون فتوى ويوقعون عليها وبين من يجيه السؤال مثلاً فجأة في مكان ما ثم يصدر فتوى وليس حكم وليس ردة حكم معروف هو يصدر فتوى جديدة عن حدث جديد في اللحظة يعني لتوّه سمع الخبر وقاله وغالباً يكونون يعني ليسوا من كبار العلماء يكونون من صغار العلماء
تركي الدخيل: أنت من تستفت فيه أمورك الدينية؟
محمد علوان: أنا أستفتي يعني أعود إلى الفتاوى الموجودة في الإنترنت يعني غالباً ما أتصل على شخص غالباً ما أريد أن أستفتي عنه شيء معروف وحكم معروف وبالتالي أبحث عنه في الإنترنت وأجد الشيخ الذي..
تركي الدخيل: أنت عندك اعتراض على العلماء اللي يصدرون فتاوى بس ما عندك اعتراض على الفتاوى اللي تأخذها بالإنترنت
محمد علوان: لا هي مش من الانترنت معناها أنه بدون اسم هي تعرف فيه مواقع
تركي الدخيل: موجودة يعني لعلماء
محمد علوان: لعلماء ومن كبار العلماء في السعودية وفي العالم العربي ومما يعني أرتاح لهم شخصياً وأسمع منهم
تركي الدخيل: جميل فيه مقالة لك نشرت في 18 فبراير 2011 في الوطن بعنوان “الوعي كافيين الشعوب” تقول: (إذا جاز لنا التعبير، فإن الوعي لدى المجتمعات شبيه ببلوغ الحلم لدى البشر. الجميع يعرف أن الطفل مآله إلى البلوغ ولكن لا أحد يعرف متى تقرّر الغدة النخامية تحويل جسده (الآن) من طفل إلى بالغ، ومتى يقرر المجتمع تحويل نفسه (الآن) من عهد إلى عهد. في الحالتين، لا يمكن أن يبلغ الطفل الحُلم دون أن يتراكم في جسده عاماً بعد عام ذلك التكامل الهرموني الذي يجعل البلوغ ممكناً، ولا يمكن أن تضطر المجتمعات إلى الثورة دون أن يتراكم فيها ذلك الوعيّ الذي يجعل الثورة خياراً مطروحاً. ونحن نقول (الوعي) تحديداً، وليس بالضرورة: الحكمة، أو المعرفة، أو الخبرة، فالوعي يختلف بشكل جذري عن هذه الصفات). كان محمد علوان ممن استبشروا بثورات الربيع العربي إن صحت التسمية هل لا زلت متفائلاً بالثورات العربية بعد كل ما وراء الثورات؟
محمد علوان: لا للأسف على الأقل..
تركي الدخيل: كنت متفائل
محمد علوان: أنا كنت متفائل عندما يقرر الشعب أن يتخذ موقف وهو موقف يعني حقيقي أعتقد أنه هذا الشيء يبعث على التفاؤل في وجه ظلم لا يمكن أن يعني يختلف عليه اثنان، ولكن أن تبدأ في مشروع ثم أن تقود المشروع بعد ذلك يعني هو أمران مختلفان يعني الثورة قد تكون ردة فعل لكن ما بعد الثورة يجب أن يكون فعل؛ لأنه عملية بناء صعبة وأعتقد أنه ورطتنا الآن في العالم العربي إنه انتهت ردة الفعل ثم بدأت عملية البناء فوجدت الناس أنهم ليسوا مستعدون لها بما يكفي، إذاً أنا لا أُهمش من دوافع كل من قام بالثورة واعتبرها ما اعتبرها يعني شيء
تركي الدخيل: بس لم تعد متفائلاً
محمد علوان: ولكن لم أعد متفائل للأسف مما نرى يعني كل يوم نشوف أشلاء وقتلى وموتى وأشياء لا تسر أحداً فنتمنى يعني أنهم يتجاوزوا هذه المرحلة ولكن..
تركي الدخيل: يعني ترى أن الوعي الذي تحدثت عنه اللي دفع الناس للثورة لم يعد موجوداً عندما أصبح هناك دماء وصراع؟
انخفاض الوعي الديمقراطي في الدول العربية أفشل الربيع العربي
محمد علوان: لأني أنا تحدثت عن الوعي وتحدثت عن أنه ليس بالضرورة هو الحكمة وليس بالضرورة هو يعني كون الناس الآن تتصارع سياسياً من أجل شعارات من أجل أنه أنا يعني الناخب الآن يذهب لينتخب ببعض الدول العربية بعد الثورات ليس على أساس من هو الأصلح يعني صار ينتخب ضد مصلحته أحياناً مجرد لأن يناكف هذا التيار وأن ينجح هذا التيار وإلى آخره، معناه أنه عندنا انخفاض مستوى الوعي الديمقراطي ويجعلنا نقول أنه قد تكون قادراً على أن تقوم بثورة ولكنك لا تستطيع أن تدير بلداً بعد الثورة، وهذه الآن يعني مشكلة كبيرة جداً طب هل يعني نمنع الثورات من القيام؟ هل الثورات بالضرورة تكون يعني عملاً خاطئاً لأن فيه كثير من الدول قامت بها ثورات وتحولت إلى دول أفضل، ولكن أعتقد أن الموضوع يحتاج إلى يعني بحث ودراسة أعمق بكثير من..
تركي الدخيل: التحليل الآني
محمد علوان: التحليل الإخباري والآني والواحد يطلع في قناة معينة ويقول يجب أن تقوم ثورة ويجب أن لا تقوم ثورة وإلى آخره الموضع أعمق من كده بكثير
تركي الدخيل: أيضاً كتبت مقالاً في (7 نوفمبر 2010) عنوانه “الإنترنت بوصفه حلاً مؤقتاً للتعبير الحر” قلت: (الإنترنت ليس حلاً شاملاً لحرية التعبير، بل مجرد نافذة واسعة تخفف الكثير من احتقانات هذه الحرية الغائبة، وتؤجل الأزمات الموقوتة التي غالباً ما تتفاقم في غياب مساحات الحوار والجدل العادل. إنها بالتأكيد هدنة مؤقتة يمكن اغتنامها كتمهيد للعهد التي تصبح فيه الرقابة الرسمية من معروضات المتاحف، ويصبح فيه لكل خبر ما نسختان: نسخة ورقية مصممة على المزاج الرقابي، ونسخة إلكترونية موجهة إلى القارئ الحر. ولعلنا نتصور أي النسختين ستكون أكثر تداولاً بغض النظر عن سؤال المصداقية الصعب). سؤال المصداقية صعب الحين النسخة الإلكترونية فيها مساحة حرية بس هل فيها وثوقية بالضرورة؟
محمد علوان: ليس بالضرورة
تركي الدخيل: ليس بالضرورة طيب تشوف إنه حرية التعبير في الانترنت مش كافية ليش؟
محمد علوان: لأنها يعني الرقيب ليس الرقيب الرسمي فقط الرقيب قد يكون رقيب اجتماعي قد يكون رقيب ذاتي قد يكون رقيب نفسي أحياناً لما الواحد عندما يكتب الخبر أو ينشر الخبر لأنه يوافق هوى معين لديه أو يخفف من احتقان معين لديه فهو يكتبه بطريقة وينشره بطريقة بشكل أو بآخر أهواؤه ورغباته ومشروعه الذاتي هو رقيب سواء الرقيب هذا منعه من أن يكتب هذا الشيء أو دفعه لأن يكتب هذا الشيء في الأخير هو كتب بشكل غير موضوعي، فالرقيب الرسمي أصبح سهلاً مقابل الرقيب الاجتماعي أيضاً إحنا تربينا وعشنا وسط يعني أجواء لا تتيح للشخص حتى في وسط أسرته أحياناً لا يستطيع الطفل أن يعبر عن رأيه بشكل يعني حر دون أن يوبَّخ أو يتوقع..
تركي الدخيل: طيب إذا استطاع أن يعبر برأي حر كيف يمكن أن تكون هذه الحرية مسؤولة يعني خليني أسالك سؤال الآن هناك موضة أو طريق لمحاكمات تجري في السعودية أو قضايا ترفع على ما ينشر في الإنترنت وفي تويتر تحديداً أنت تشوف هذه ظاهرة صحية ولّا لا؟
محمد علوان: أنا ما أشوف أنها إحنا بدعاً من الأمم في ذلك هنا وصلنا إلى المرحلة التي يعني اللي وصلتها مجتمعات أخرى مليئة بمحاولات تشويه السمعة والإساءة إلى الشخصية اعتبارية وإلى آخره يعني زمان ما كان فيه آلية معينة هذه المحاكمات كانت موجودة في السعودية بطبيعة الحال ولكنها أصبحت أكثر تداولاً مع كثرة الحالات التي تؤدي إلى رفع مثل هذه الدعاوى فالموضوع بالنسبة لي هو موضوع طبيعي يعني كل شخص يحاول أن يحمي نفسه من تشويه السمعة ومن الأذى ويتخذ في سبيل ذلك ما يُتاح له من وسائل
تركي الدخيل: هل يمكن أن يكون القضاء رادعاً اجتماعياً لـ”اللامسؤولية” في ممارسة الحرية
محمد علوان: طبعاً هذا هو يعني دور القضاء يعني إذا لم يستطع القضاء أن يفعل ذلك فيوجد مشكلة أساسية القضاء فأنا متفائل أعتقد أن القضاء يستطيع إذا منح المصادر الكافية
تركي الدخيل: المصادر الكافية كيف؟
محمد علوان: المصادر يعني أقصد أن النظام القضائي يكون أكثر دينامكية فيه قدرة أكثر وقادر على تقصي الحقيقة أنا أسمع أنه..
تركي الدخيل: والسلطة التنفيذية بدأت تنفذ الأحكام
محمد علوان: والسلطة تنفذ الأحكام أيضاً يكون فيه يعني هناك يعني إيمان بأن مثل هذه الأجواء والمناخات المليئة بالشتائم والشتائم المضادة لا تنفع المجتمع لا في حاضره ولا في مستقبله
محمد علوان: ما الذي جعل برأيك -محمد حسن علوان “الروائي والكاتب السعودي”- الحرية التي وجدنا أنفسنا نعيشها من خلال الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعية تفقد المسئولية أثناء التعبير؟
محمد علوان: أعتقد كل تجربة في بداياتها مليئة بالعثرات، وأنا ما زلت أؤكد أننا ما زلنا يعني كون الشخص يتحول في يوم واحد لما يدخل على تويتر ولما يدخل على الفيس بوك يتحول إلى وزير إعلام مستقل لحاله عنده وزارة ويستطيع أن ينشر أخبار ويستطيع أنه يعني يحلل يعني رئيس تحرير ووزير إعلام وإلى آخره، فهذا الشيء بالنسبة يعني جديد بالنسبة له فإذا أخذنا نسبة الناس الذين دخلوا على تويتر ولديهم خبرة مسبقة في إدارة مثل هذه الأمور نسبةً إلى من ليس لديهم خبرة مسبقة بإدارة هذه الأمور أكيد راح نتوقع العديد من العثرات والعديد من المشاكل، ولكن يوجد إذا هم موجودين في محيط واحد راح أكيد يتعلمون من بعض، فهذا الشيء يعني يدعو للتفاؤل وأنا أعتقد إنه كل حقبة إلكترونية عندنا راح تكون أفضل مما قبل؛ لأنه يعني الزبد يذهب جفاءً وما ينفع الناس يمكث في الأرض.
تركي الدخيل: سؤال أوجه للأستاذ محمد حسن العلوان هل يمكن أن تقوم بمقاضاة شخص أساء لك من خلال الإنترنت؟
محمد علوان: هو أتمنى أني لا أضطر ولا تحصل الظروف التي تؤدي إلى ذلك
تركي الدخيل: بس لم يوجد من أساء لك حتى الآن
محمد علوان: يعني في حدود معينة لم تكن يعني تضرني بشكل شخصي ولكن أنا بالنسبة لي مواطن وأعيش في بلد يتكفل بحمايتي فإذا حدث هذا الشيء..
تركي الدخيل: بس حدث تقول أنت بس مش بشكل شخصي
محمد علوان: يعني أحياناً بعض الإساءات الصادرة من عدم الفهم لدور الرواية مفهوم الرواية محتوى الرواية مثلاً أو أيضاً الكتابة في صحيفة الوطن التي هي أحياناً ينظر الناس إلى كل كاتب في صحيفة الوطن بأحكام مسبقة يعني وبالتالي ينظرون بعين الريبة لكل ما يكتبه ويعتقدون أن هو يعني يحاول أن يمرر فكرة سوداء في..
تركي الدخيل: مؤامرة يعني أنه ضمن نظرية المؤامرة
محمد علوان: مؤامرة محددة، فأنا أتفهم دوافع هذا الشخص أتفهم أنه لديه يعني إشكالية عدم فهم قدر المستطاع أحاول أن أتواصل معه، أنا كنت دائماً أنا أعلق على مقالاتي أكثر مما يعلق عليها الناس كل تعليق أرد عليه وإذا كان فيه آلية أن أتواصل مع هذا الشخص بشكل مباشر وأوضح له وجهة نظري مهما تطلب هذا الوقت يعني متى تطلبت هذه المهمة من وقت وجهد فأني أفعلها لأني أعتقد أن هذه مسئوليتي بما أنه هو قرأ الرواية قرأ الرواية أو المقالة وأيضاً علّق عليها فأنا مدين له بتفسير أو تبرير لما أشكل عليه فهمه، أو توضيح للموقف أحياناً يعني أوضح له إياه ويظل هو عنده وجهة نظر مختلفة عن وجهة نظري لكن أوضح له هذه وجهة نظري وهذه وجهة نظرك حتى إذا أردت أن تحاكمني بعد ذلك يجب أن تعرف..
تركي الدخيل: أقدر أوضح لك أنا أني مستمتع بالحوار بس الوقت انتهى؟
محمد علوان: الله يخليك أنا مستمتع أكثر
تركي الدخيل: شكراً لك أستاذ محمد حسن علوان، شكراً لكم أيها الإخوة والأخوات على متابعة هذه الحلقة من (إضاءات) حتى ألقاكم في حلقة مقبلة هذا تركي الدخيل يترككم في رعاية الله وحفظه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.