لم أجد أي مبرر لكل الجدل الذي يدور حول مشاركة الفتيات في أولمبياد لندن. ذلك أن الأولمبياد ليس نشاطا سريا، بل هو منقول على الشاشات. والكثير من الوهم هو الذي يصنع الكثير من التحريم. ومن هنا أتفق مع قاض سعودي متخصص في الفقه المقارن أكد على تذبذب الرئاسة من مشاركة المرأة بالأولمبياد، حتى إن تصريحات الأمير نواف بن فيصل لم تكن إلا محاولةً للخروج من “إحراج” والقاضي قالها بالنص: “لا يجوز حرمان من تستطيع المشاركة وفق الضوابط الشرعية الممكنة للتطبيق، فالتذبذب بهذا الشكل والهروب من المسؤولية لا يحققان المصلحة الوطنية والهيبة السيادية للدولة”!
وقد عدت إلى اسم الرئاسة الطويل: “الرئاسة العامة لرعاية الشباب” فوجدته اسما جذابا، فهي مؤسسة لرعاية الشباب ودعم الرياضة وتهيئة المرافق الترفيهية، والمدن الرياضية. لكن لماذا لا تحضر الفتيات في هذه الرئاسة؟! هناك حالة دولية في المؤسسات الرياضية العالمية لجعل حضور المرأة موازيا لحضور الرجل، وذلك ليس لإفساد المرأة كما يتوهم البعض بل انطلاقا من ضرورة مشاركة المرأة في الحياة العامة وبكافة المجالات بما لا يخالف القوانين والأنظمة. صحيح أن المرأة السعودية ضمن نطاق ثقافي وقبلي قوي ومنيع، لكن الذي يجب أن نناقشه الإشكاليات المطروحة لدى البعض. لماذا يخافون من الأولمبياد؟! وهل الأنشطة تلك فيها انتهاك لشرف المرأة المسلمة؟! علما أن مسلمات شريفات عفيفات يشاركن دائما بالأنشطة الرياضية المختلفة ولم يشعرن بالعار أو الهزيمة أو الوقوع في الرذيلة! فلنخفف من الأوهام أيها السادة!
يعلم علماء النفس أن المخاوف إما أن تكون منطقية مثل أن يخاف راكب سيارة متهالكة أن تتعطل، فهذا الخوف مبرر، لأنه متوفر على الشروط الواقعية للخوف، لكن الخوف المرضي هو الوسواس الدائم، مثل أن يخاف الإنسان من كل وجبة يأكلها أن تسممه، هنا يحتاج المريض إلى علاج! هذا هو الفرق!
قال أبو عبدالله غفر الله له: الكثير من المخاوف التي نطلقها يمينا وشمالا هي مخاوف وسواس، وليست مخاوف واقعية، ولا تتوفر على شرط واحد يمكن أن يكون مبررا للخوف والصراخ مع كل مناسبة تأتي، ومع كل نشاط تكون فيه المرأة حاضرة، فمتى نعالج أنفسنا من هذا الخوف الكبير؟!