الذي حدث في جامعة الملك خالد بأبها سببه إداري، والذي يفشل إداريا عليه أن يعترف بعجزه وإفلاسه ويستقيل، من دون مزايدة أو أي حديث عن “مندسّين” ولم يبق إلا أن يدعي وجود “بلطجية” بين المحتجين على أداء الإدارة.
المطالبات التي يطرحها الطلاب عادية ومدنية، يريدون مبنى يليق بهم، ويطالبون بالمكافآت، وخفض قيمة المأكولات في البوفيه. والإدارة تحاول أن تحلب الجامعة وتحولها إلى بقر مدرّة للأسف، والمدير الذي يفترض أن يستقيل بأسرع وقت لم يحرّك الحدث فيه ساكنا.
يطالبون بأشياء عادية، ولا أظنّ أن الإدارة تعجز عن المطالبة بميزانية إضافية لها، أو استثمار المخصصات التي أعطيت لها مثل غيرها من الجامعات. وكما تقول العامة: “لا دخان بدون نار” فلا مدير يثور عليه آلاف الطلاب ويكون “معصوما” فلا هو بالصحابي ولا بالقديس ولا بشيخ الطريقة حتى يهيم الناس به، ويحولون أخطاءه إلى صواب محض. بل عليه أن يعرف أنه مثل غيره من الناس، يأكل الطعام ويمشي في الأسواق، ولا يجب أن يدعي السلامة من كل الأخطاء التي أخذت ضده.
كل أصحاب المناصب في العالم مهما كانوا مبدعين حين يواجهون بغضب حتى لو كان الغضب على خطأ ليسوا مسؤولين عنه بشكل مباشر يستقيلون، لأن الاستقالة شرف وتحمل للمسؤولية، أما الانزواء عن الإعلام وتصعيد المطالبات إلى شكل سياسي هذا أمر لا يقره عقل أو منطق، ولا ترضاه حتى الشيم الأخلاقية العربية والإسلامية، ولا أظن مدير الجامعة يرضى أن يبقى مبغوضا عند الطلاب وعند المجتمع الذي يتداول رسائل مهولة في وسائل الاتصال.
قال أبو عبدالله غفر الله له: ليكن المدير مسؤولا بالفعل، ويستقيل عاجلا من منصبه، وأن تضع لجنة التقصي المطالبات برهن أبو متعب، ليرى فيها وأثق بأنه سيعرف أن مطالبات أبنائه وبناته محقة.