يصر البعض على إلغاء مبدأ الأخوة البشرية، والشراكة الإنسانية، لتنمية الأرض وعمارتها. ينسى أن البشر كلهم يجب أن يتواصلوا ويحمي ويحيي بعضهم بعضاً. حين اخترع العلماء أدويتهم وهم من شتى الديانات ومن مختلف الأصقاع لم يحتكروها لأبناء جلدتهم أو أبناء ديانتهم، بل بذلوها للبشرية، فأنقذوا البشر من أمراض عديدة مثل الأنفلونزا والجدري والحصبة وسواها من الأمراض التي كانت تدمر حياة وأجساد الكثيرين قبل أن يبتكر الطب لها دواءً شافياً، ولم يكن المبتكر يحتكر دواءه له بل هو للبشرية جميعاً، من هنا ننطلق للتأكيد على أخوة البشر ووحدة مصيرهم، وأن النفي للناس ولأصحاب الأديان المختلفة عجز وانهيار، وفيه نكوص عن المبادئ الإنسانية التي رأى فيها البشر الخلاص من كل الشرور والأدواء!
في فيلم “الرجال الأحرار” الذي يعرض حالياً في فرنسا يكشف الفيلم الدور الذي لعبه المسلمون في إنقاذ حياة بعض اليهود في فرنسا خلال الحرب العالمية الثانية، وبحسب الخبر عن الفيلم الذي كتبته “رويترز” فإن المخرج إسماعيل فروخي أراد من خلال فيلمه هذا إبراز تاريخ أخوة إنسانية بين المسلمين واليهود في فرنسا أيام حرب ألمانيا النازية عليها، وقصة الفيلم تبدأ من مؤسس مسجد باريس “قدور بن غبريت” الذي دافع عن اليهود والمتطوعين في المقاومة أثناء الاحتلال النازي لفرنسا خلال الحرب العالمية الثانية، ويقال إنه أنقذ ألف وستمائة يهودي!
بمعنىً آخر، فإن المسلمين أنقذوا أكثر من ألف وستمائة يهودي من بطش النازية في فرنسا، واستعادة هذه القصة من خلال هذا الفيلم عمل رائع، ليعكس أخوة البشر الفطرية التي دمرتها الأفكار المتطرفة. إن اليهودي أو المسيحي أو أي صاحب دينٍ أو مذهب يجب أن يُتعامل معه بإنسانية، كما تعامل المسلمون مع اليهود في فرنسا حيث أعطوهم حمايةً ودفاعاً لم يفرقوا ـ وهم يدافعون عنهم ـ بين دينٍ وآخر، لقد انتصرت المعاني الإنسانية العظيمة.
قال أبو عبدالله غفر الله له: وأتذكر الآن موقف اللاعب الأرجنتيني “ميسي” فهو متدين مسيحي، وقد أهدى هدفه لطفلٍ مسلم يسير بقدمين صناعيتين واسمه “سفيان”. وهذا الـ”سفيان” عشق ميسي، وحين قابله قال له ميسي إنه سيهديه هدفاً إن سجّله، وبالفعل بعد أن سدد الهدف الرائع أشار بقدميه ويديه إلى سفيان أن هذا الهدف له!
هذا هو التآخي الكبير والجبار الذي نريده، أن يكون البشر إخوة يتحابون لا ذئاباً يتقاتلون!