لا أنفك عن الحديث عن الموضوع الذي يسيطر على تفكيري، كما أنه قضية القضايا، وهو موضوع الابتعاث!
كثيرون يتساءلون تساؤلاً مشروعاً، لبه أننا نعاني من مشكلة البطالة، على خلاف بين من يقلل الأرقام من المتفائلين، ومن يرفعها من المتشائمين، في ظل غياب للمعلومة الدقيقة، وعلى أي أسس تستند هذه المعلومة، وإذا كنا نعاني البطالة، فكيف ستكون نسب البطالة إذا عاد المبتعثون إلى البلاد، وهم بعشرات الآلاف، بل يتجاوزون المئة ألف؟!
ومع كامل تقديري، لهذه الرؤية المستقبلية، التي تتجاوز الكثير من أخطائنا في إدارة شؤون اللحظة، إلا أنني أرى أن جزءًا من الأزمة يكمن في أننا يجب أن نتخلى عن العقلية التي نطالب فيها الدولة بأن تعلمنا من الألف باء وحتى الدراسة في الجامعات العالمية، ثم نفترض بها أن تهيئ لنا الوظائف، لأننا بهذه الطريقة، يجب أن نطالبها بأن تبحث لنا عن الزوجة الصالحة التي نرتضيها لتشاركنا حياتنا، وتربي أبناءنا، ويجب أن تكون ممن إذا نظرت إليها سرّتك، وإذا غبت عنها حفظتك، وأي تأخير في تحقق هذه الاشتراطات يجب أن تكون الحكومة مسؤولة عنه!
لست من أنصار الانتصار للحكومة في كل شيء، ولا أنا من أعدائها بطبيعة الحال، لكن أن يكون في بلادنا سكان من السعوديين يتجاوزون العشرين مليوناً يجعل الأمر يختلف عن منطق الدولة الريعية ذات الخمسة ملايين!
لا يستطيع الأب الجيد، أن يربي أبناءه، وأن يدخلهم المدارس، ثم يضمن لهم الوظيفة، ويستمر في ضمان مستقبلهم بتزويجهم، ومن ثم رعاية أبناء الأبناء!
الأب الصالح، يضع أبناءه على الخط الصحيح، ليستطيعوا أن يواجهوا حياتهم بأنفسهم.
لا يستطيع أن يواجه الحياة، من اعتاد أن يأكل وفي فمه ملعقة من ذهب، فهو لن يقاتل عن لقمته لو تحولت ملعقة الذهب إلى نحاس أو خشب أو حتى بلاستيك!