«الفتنة» في أعم صورها ما يختلط بين الحق والباطل، وتقال حين تتشابه المعادن بين ثمينها ورخيصها. مفهوم تحوّل مع سياقات التاريخ إلى جزء من مراحل تُعرف بأحاديث الفتن، ومنها حقب الحروب في القرون الأولى، والتي يعرفها أهل العقائد والتاريخ وعلم الكلام بسنين الفتنة، حتى حُقّبت تاريخياً على هذا الأساس، لنعثر على كُتبٍ تخصصت بالفتن بين الصحابة في القرون الأُوَل.
لكن كل معاني المفهوم لا تنطبق على الصراع بين الخير والشر، بين الحق والباطل!
مع كل حربٍ تخوضها السعودية تجاه الأعداء، ينبري بعض المتعاطفين، ربما سراً مع العدو، ليروّجوا لمفهوم الفتنة بغير موضعه، بل يقحمونه إقحاماً أيديولوجياً، وذلك انطلاقاً من أقلّ أساليب الدفاع إثارةً للشكوك، إذ يدافعون عن العدو بمتاريس «الفتنة» اتقاءً للبوح بالانتماء، وذلك «أضعف الإيمان».
وقوف الإنسان مع بلده ليس فتنة، بل من صميم الدين والوطنية، ومن الوفاء الخالص للبيعة.