لم يسبق أن تذمر المجتمع من أداء الخطوط السعودية كما يتذمرون منه اليوم. أحاديث في كل مكانٍ تعتبر الخطوط السعودية مقصرةً في أداء مسؤولياتها تجاه الناس. حتى دخل مجلس الشورى السعودي على خط النقد للخطوط، بصفة المجلس هو “صوت الشعب”، ومسؤولية كل عضو أن يكون طرفاً مع المجتمع، وليس أداةً ضده، والمداخلات التي يدلي بها الأعضاء تجاه أي شأنٍ من شؤون الناس لا يجب أن تكون منفصلةً عن تطلعاتهم، ولا أن تكون ضدهم في صف المؤسسات أو الوزارات الأخرى. وإذا كان المسوّقون يقولون:”الزبون دائماً على حق” فإن: “المواطن أيضاً في كثيرٍ من الأحيان على حق”!
تقول “الوطن” في تغطيتها لمداخلات الأعضاء:”وبدا واضحاً أن الارتباك الذي لحق برحلات (السعودية) الأسبوع الماضي وشمل عدة مطارات في المملكة ألقى بظلاله على مجلس الشورى، الذي طالب أعضاؤه أثناء فترة الاستراحة الإعلاميين بنقل مداخلاتهم كما هي، أي دون تعديل أو اختصار”. بعدها جاءت المداخلات التي يمكنني أن أصفها-وببساطة- بالمداخلات النارية، الدكتور عبدالله الدوسري شبّه “الخطوط السعودية” بالرجل المريض. أما الدكتور سعد مارق فقد حذر من تأثير “السعودية” على السياحة الداخلية، قائلاً: إنها تضرب التنمية والاقتصاد في مفصل مهم، وانتقداً تطبيق نظام الحجز الجديد مع بدء الإجازة، وطالب بناقل وطني جديد في المملكة!
الدكتور طلال بكري وصف الخطوط السعودية بأنها الطيران الأسوأ: “على مستوى طيران العالم أجمع”! أما الدكتور خليل البراهيم فتساءل عن مبلغ 5.5 مليارات ريال مصروفات تضمنها تقرير الخطوط الجوية السعودية تحت بند “مصروفات أخرى”.
وقال البراهيم: “بلغت رواتب موظفي (السعودية) 6 مليارات ريال، أي ما يوازي ميزانية دولة أفريقية، في حين بلغ عدد موظفيها 15 ألفاً، منهم 29 نائباً لمدير المؤسسة، فهل يعقل ذلك؟”!
قال أبو عبدالله ـ غفر الله له: ليست المشكلة في أن الخطوط رجل مريض، أو أنها الطيران الأسوأ في العالم، أو أن رواتب موظفيها تعادل ميزانية دولة أفريقية، المشكلة أن الخطوط السعودية لم تجر دراسة بعد تحول أدائها خلال هذه السنة، وتحديداً خلال الإجازة الأخيرة، التي دمّرت مشاعر الناس تجاه الإجازة التي انتظروها. ألغيت حجوزات كثيرة، وهي تسرح وتمرح، لأنها الخطوط “شبه الوحيدة” كما سبق أن وصفتها. وقديماً قالوا:
“خلا لك الجوّ فبيضي واصفري ونقّري ما شئتِ أن تنقّري”!