عاش الأخطبوط بول مجدا عظيما، فهو النجم الكروي الأول، وبول لمن لا يعرفه، أخطبوط صغير عمره سنتان، يلقى اهتماما إعلاميا كبيرا على المستوى العالمي نظرا لتوقعه الصحيح للفائزين في مباريات كرة القدم، خصوصا التي يكون منتخب ألمانيا لكرة القدم طرفا فيها. ولد في إنجلترا، ثم نقل إلى أحواض الحياة البحرية بمدينة أوبرهاوزن الألمانية.
يقول عنه موقع ويكيبديا: “قبل أن يتوقع الأخطبوط، يتم وضع الأكل في حاويتين متماثلتين، ويوضع علم ألمانيا على إحدى الحاويتين، ثم يوضع علم المنتخب المنافس على الحاوية الأخرى. توضع الحاويتان في الماء فيقوم الأخطبوط بفتح إحداهما. في بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم 2008، توقعاته بالنسبة لمباريات المنتخب الألماني كانت جميعها صحيحة باستثناء مباراتين. وفي بطولة كأس العالم لكرة القدم 2010، كانت جميع توقعاته بالنسبة لمباريات المنتخب الألماني صحيحة، بما فيها خسارة المنتخب الألماني في مباراته مع صربيا. وقد توقع فوز منتخب إسبانيا لكرة القدم في مباراة المنتخب الألماني في مرحلة نصف النهائي. وبسبب تنبئه بفوز إسبانيا على ألمانيا وكذلك بفوز إسبانيا بمونديال 2010 مما أدى إلى فرح الشعب الإسباني فنزلت عدة مقالات بالصحف الألمانية منها وضع الأخطبوط بول بالمقلاة و الأخرى وصفة لطبخ الأخطبوط بزيت الزيتون والحامض فأمر رئيس الوزراء الإسباني بإرسال حراس شخصيين إلى الأخطبوط لحمايته من المشجعين الألمان”.
أذكر أنني في معترك الحرب على كأس العالم رأيتُ الناس يثقون بالأستاذ “بول”الأخطبوط المحنك كثيرا، حتى إن إعلان خبر وفاته أثار جدلا كبيرا وكان الناس ينتظرون التوقع الذي يأتي به بول على أحرّ من الجمر. المخرجة السينمائية جيانج شياو تعمل على إخراج فيلم قادم بعنوان “مَنْ قتل بول الأخطبوط؟” حيث تقول إن بول مات منذ ثلاثة أشهر وذلك في مقابلة مع صحيفة الجارديان وأكدت أنها متأكدة “60 إلى 70%” من أن الأخطبوط بول مات في يوليو واستبدله مربوه بآخر.
بيّنت جيانج كيف نُفذت الخديعة قائلة إن جميع حيوانات الأخطبوط تبدو متشابهة ويتعذر التمييز بينها. المفارقة أن الأخطبوط بول رغم صحة توقعاته في كثير من الأحيان غير أن “الفيفا” لم يعتبره محكّما كرويا، ولم يضمه إلى أي مجلس رسمي. وبينما يموت الأخطبوط في أوروبا يحيا “الجنّ” في منطقتنا، واستهدفت “الجن” القضاة وهذه هي خطوة استراتيجية الجن الجديدة. توقعات بول لم تدخل ضمن مؤسسة، بينما ينوي القاضي أن يلاحق جنيّا تلبّسه، وهذه هي المفارقة أن الخرافة عندنا تدخل عملا مؤسساتيا، وخرافات أوروبا تبقى في إطارها الفلكلوري الإعلامي الطبيعي.
قال أبو عبدالله غفر الله له: من كان يثق في الأخطبوط بول فإن بول قد مات، ولا أدري هل يتم استبداله بحمامة، أم ببقرة أم بثور، لكن على الأرجح ستظل التوقعات الضاربة التي كان يتنبأ بها بول أيام كأس العالم تاريخية، صار معشوقا لدى البعض مبغوضا لدى آخرين. لم أمتلك وأنا أتابع خبر وفاته سوى التساؤل عن مدى إمكانية قيام “بول” آخر، جريا على البيت العربي الشهير:
إذا مات فينا “بول” قام “بول” ** قؤول لما قال الكرام فعولُ