هل كنت في مقال الاثنين الماضي «فارس على متن.. كورلا!»، أمنع الخيال، وأحجر على الناس حقهم في التمني، وأصادر على الإنسان متعة الأحلام كما فهم بعض الفضلاء؟
بالتأكيد لا…
كنت أتحدث عن إشكالية أن يكون التصور الوحيد للمتعة لدى البعض هو المجال الوحيد لديهم ليعملوا، وإذا لم يتحقق فإنهم يقنطوا ويتشاءموا…
من حق الإنسان أن يحلم كما يشاء، لكن أحداً غيره، لا يدفع ثمن حلمه إذا كان من النوع الذي ينتظر تحقق الحلم حقيقة في صباح استيقاظه من نومه الذي حلم فيه.
الأحلام حق مشاع للجميع يا سادة، وكل شعوب الأرض تحلم، لكن الإيجابيين من الناس هم الذين يسعون لتحقيق احلامهم من خلال جهد يبذلونه يعملون فيه ويطورون فيه قدراتهم ويسعون لتحويل الأحلام إلى حقيقة من خلال العمل وليس مجرد الحلم.
المشكلة التي تحدثنا عنها في المقال الماضي هي ان يكون عدم تحقق الحلم على الأرض مصيبة تقع على الحالم او الحالمة، لأنه كان ينتظر الواقع مطابقاً للحلم، وهو ما لا يحدث ولا حتى في الروايات والأفلام الرومانسية، ما يجعل الحلم وهذا أثره يتحول كابوساً، لا حلماً…
اختم بتكرير ما قلته قبلاً: من حق الإنسان أن يتمنى لنفسه أفضل التصورات، وأن يتخيل أجمل الخيالات، وأن يرى نفسه في أفكاره وأحلامه يعيش أجمل حياة، لكن يجب أن يعي أن هذه فصول خيالية ليس للواقع علاقة بها، إلا إذا سعى هو عملاً وجهداً لتحقيق أحلامه بالطرق المشروعة.