حدة النقد لا يتحكم بها الناقد، لأنها نابعة من مستوى تصرف الشخص الذي تم انتقاده. حين انتقدت أمين منطقة عسير لم أكن لأنكر أعماله وجهوده التي نعلم بعضها وبعضها الآخر لا نعلمه، بالتأكيد أن لكل مسؤول إنجازاته، ولم ننكر إنجاز أحد من المسؤولين حين ننقد بعض تصرفاته. ومن الجميل أن يكون للنقد صداه الإيجابي!
ومن أصداء نقد الأمين الإيجابية تواصل ابنه معي، حيث بعث لي نجله أيمن رسالةً نصية فاتصلت به، فعرض وجهة نظر مؤدبة وإن اختلفت معها، ثم طلبته أن يكتبها لنتيح لها فرصة النقد، فجاء فيما كتب: “لست في موضع الدفاع عن والدي المهندس إبراهيم الخليل أمين عسير الذي حوله الإخوة الإعلاميون خلال الأيام الماضية إلى أضحية مبكرة للعيد، ولكني أطالبك وأطالبهم بتحكيم العقل والنظر إلى قضية برمتها وليس من خلال تصرف ضيق حدث في وقت انفعال. أعترف ـ مثلكم ـ أن تصرف الأمين لم يكن سليما وأنه يشعر بكثير من الحزن على ردة فعله التي جاءت تحت ضغوطات عديدة، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل يلغي هذا التصرف الإنجازات الكبيرة التي حققها الرجل على مدار (6) أشهر، والتي ثمنها صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن متعب وزير الشؤون البلدية عندما قال إنجازاته تشهد له، نسي الذين يهاجمونه ليل نهار أنه رفض الاعتماد على تقارير البلديات التي تأتيه، وذهب إلى القرى المنسية واستمع إلى شكوى المواطنين، وبدأ في وضع حلول عملية للكثير من المشاكل والقضايا التي كانت عالقة على سنوات عديدة”!
قلتُ: يا أخي أيمن، لم ينكر أحد جهود والدكم، غير أن التصرف الغريب هو الذي ينتشر، من الطبيعي والواجب أن تكون لوالدكم إنجازات وإسهامات في المسؤولية التي يتسنمها، ولهذا لا يمكن للناس أن يشكروا كل المسؤولين الذين يقومون يوميا بواجباتهم، لأن هذا ليس فضلا وإنما من الواجبات وهو واجب لا منّة فيه، مع أن صاحبه يشكر عليه، لكن الناس ينتقدون التصرف الطارئ والسيئ! لو أننا أردنا شكر أي مسؤول يسفلت شارعا، أو يفتتح مستوصفا، لصارت كل حياتنا وأوقاتنا مبذرة بالشكر!
قال أبو عبدالله غفر الله له: وأيمن ابن الأمين، أنعم به وأكرم، حيث تجاوب مع نقدي لوالده، وأصر على أنني لم أنتقد والده كشخص، فأنا لا أعرفه، لكنني أنتقد الفعل أيا كان فاعله، وإيجابيات الأمين محل تقدير، كما أن التصرف كان محل انتقاد. وفق الله الجميع.