ما أحوجنا لأصوات الاعتدال!
كلما قرأتُ رأياً نيّراً لعلمٍ من علمائنا أشعر بالارتياح، لأن صورتنا الإسلامية في أوروبا وأميركا تعاني من تشويه غير مسبوق، وفي نقاشٍ ممتع مع الدكتور خالد الحروب الأستاذ في جامعة كمبردج قال لي إن مشكلة بعض الأوروبيين أن لديهم فكرة عن الإسلام من خلال “أسامة بن لادن فقط” شطب بعضهم 14 قرناًَ من تاريخ الإسلام ولم يأخذ إلا رسالة “بن لادن” القتالية، لهذا يحاول الدكتور أن يشرح لهم المعاني الأعمق في الإسلام، لكن لا يزال البعض يطلق الفتاوى حول “قتل الفأر” و “لبس المرأة للبنطال” أو “دخول المرأة للإنترنت من دون محرم” كل هذه الفتاوى للأسف موجودة، وتأخذها بعض القنوات العالمية على سبيل التندر بالطبع، لكن ذلك التندر يرسم صورةً عن الإسلام أضعاف ما تحدثه كل الكتب المتجنّية!
شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب قال خلال استقباله قبل يومين للمؤرخ الإيطالي والكاتب بصحيفة “دت كوريرى دولا سيرا” سيرجو رومانو، ووفد من مجلس العموم البريطاني:” إن الجهاد في الإسلام هو للدفاع عن الحق ورد العدوان وليس لإجبار الناس أو إكراههم على العقيدة. إن الجهاد في الإسلام لا يمكن فهمه على أساس حمل الناس على اعتقاد مذهب أو دين معين، فلا إكراه في الدين، والجهاد في الإسلام هو للدفاع عن الحق وليس لجبر أو إكراه الناس على اعتناق الإسلام”.
بعض الناشطين الأصوليين كانوا يشتمون الغرب من على منصّات ومبانٍ استأجروها هناك، ثم يتناولونهم بخطب العنف والإرهاب، وهم ينعمون بحرية هذا البلد الذي أنقذهم من أحكام الإعدام التي صدرت بحقهم في بلدانهم المتسبدة، فبينما تفتح أوروبا أبوابها للجميع من مسلمين وغيرهم، يحاول بعضهم أن يقاتل الناس من أجل أن يتبعوا رأيه!
قال أبو عبدالله غفر الله له: وأحسب أن إدراك معنى “الجهاد المدني”- كما يطرحه الشيخ: سلمان العودة- بوابة أساسية للدخول نحو زمن التسامح بيننا وبين أوروبا والعالم كله، لكن حين يكون الجهاد مرتبطاً بالسكاكين على طريقة أبي مصعب الزرقاوي، أو الأحزمة الناسفة على طريقة بن لادن، فمن الطبيعي أن يشكو أساتذة ومفكرون في أوروبا من فهم معوجّ لدين يتبعه ربع سكان الأرض تقريبا!