لا يمكن التعاطي مع قانون الجاذبية على أساسه الفيزيائي فقط، على عظمة الفيزياء وأهميتها. فالنفوس والأفكار والتوجهات خاضعة لقانون الجذب، إذ الإنسان مغناطيس للأفكار والأحداث، والشيء يجذب مثله.
الفكرة السلبية تستدعي أخواتها، والحزن يجلب الحزن، والتفكير بالموقف المؤلم يستدعي مواقف أخرى مؤلمة.
كم من مرة أحسست بأنك غضبت من صديق أو قريب بسبب موقف رأيتَه سلبياً، فوجدت نفسك أمام أرشيف طويل عريض من السلبيات التي ارتكبها صاحبك، بتفاصيلها الدقيقة، تستحضرها، وكأنك ترى فيلماً سينمائياً عالي الجودة، ثلاثي الأبعاد، يسبح في أدق التفاصيل؟
لم تكن تستحضر كل هذا التراث من المواقف السلبية لصاحبك، إلا بعد أن حضرت الفكرة السلبية الأولى، تلك التي كانت مغناطيساً هائلاً سحب كل نظيراتها بقوة وسرعة وفاعلية.
الناس هم في كل فترة من فترات حياتهم، ليسوا سوى جملة الأفكار التي تسيطر عليهم، وتملأ حياتهم، وتكسو جوانحهم خلال تلك المرحلة، فانتق لنفسك ماذا تكون، من خلال ما تفكر فيه، ولذلك ركزت روندا بيرني في كتابها العظيم: (السر)، على أننا بحاجة دائمة إلى تكرار جملة لتستقر في أذهاننا، مفادها: (أفكارك تصبح واقعك). فعلاً (أفكارك تصبح واقعك). حقاً (أفكارك تصبح واقعك)!
ثمة حضور طاغ للمغناطيس للمرة العاشرة هنا، فأنت ستبحث من الأصدقاء من يشاركك ذات الأفكار، والرؤى، ولذلك قالت العرب إن الصاحب ساحب. مغناطيس يسحب صاحبه لمركز أفكاره.
(السر) يكمن في أن من يتعرف على قانون الجذب يبدأ بالإحساس بخطورة أن يكون مركزاً للأفكار السلبية، فهذا يعني أن الأفكار سلبية وبخاصة وقد أثبت العلم أن الأفكار الإيجابية أقوى تأثيراً من الأفكار السلبية بمئات المرات.
الإنسان، أقوى المخلوقات، سيد العالم، إذا اختار لنفسه أن يكون إيجابياً، ينشر الخير والبهجة والسعادة في نفسه وفيمن حوله، وهو أضعف المخلوقات وأسوأها، فقدرته على الشر ليس لها حدود، وامتلاؤه بالسلبية يجعله مركزاً من مراكز بثها، ونشرها، وكما أن أفكارك تصبح واقعك، فأنت تصنع مستقبلك، فأفكارك الآن تصوغ أفكارك في الغد، وهل الحياة إلا جملة من الأفكار في عقولنا؟!