أجمل ما في القراءة أنها تعزز الحوار، وتشجّع على الكتابة!
قديماً قالوا: “من أجل قراءة صفحة اقرأ صفحات”. الكتابة من دون قراءة ناقصة، مثل القراءة من دون كتابة، لأن الكتابة عن الأفكار والمعلومات التي نقرؤها ترسخ تلك المعلومات في أذهاننا. والكتاب الذي نقرؤه وبيدنا القلم، نخطط ونكتب ونعلّق، هو الذي يرسخ في الذهن ويؤثر على التفكير وينمي الاستيعاب. حضرتُ قبل فترة قصيرة ندوة عن القراءة السريعة. كانت ثريّة ومفيدة، لأن الكثيرين يشتكون من بطء القراءة، يجلسون على الكتاب أياماً وأسابيع، بينما يمكن حين يمتلك الإنسان آلية القراءة أن نقرأ عدة كتبٍ في أسابيع. لو قرأ كل إنسان في الأسبوع كتابين لأنهى السنة وقد قرأ 120 كتاباً نافعاً! المهم في القراءة ألا تكون الكمية هي الغاية، بل أن يتم التركيز على نوعية المادة المقروءة. هناك من يقرأ في السنة 500 كتاب، وبخاصةٍ من المتخصصين الذين لديهم تخصصاتٍ أكاديمية أو علمية أو دقيقة.
لكن المهم للشباب والفتيات أن يقرؤوا، بغض النظر عن الكمية؛ بل بالتركيز على الكيفية وبالتأمل فيما يقرؤونه من حروف وأفكار، لهذا استبشرت خيراً بفعالية “نادي اقرأني” في مدينة الخبر، والذي يجمع الشباب والفتيات على “طاولة التغيير”.
صحيفة الرياض بالأمس خصصت عن “نادي اقرأني” تفصيلاً مهماً، وفكرته بدأت: “بين شباب وفتيات الخبر، بعد اتفاق مجموعة من الفتيات ومجموعة أخرى من الشباب على خلق بيئة جيدة من خلال مجموعات لقراءة كتاب محدد، ثم يجتمع فريق الشباب على جانب، وتجتمع الفتيات على جانب آخر منفصل؛ ليناقشوا ما يتعلق بهذا الكتاب من أفكار وتجارب ومواقف وآراء”.
سارة القرعاوي” -نائبة رئيسة القسم النسائي- قالت عن النادي: “إنه مكان يتيح للأعضاء فرصة التعبير عن الأفكار والآراء والاهتمامات والتدرب على مهارات الإنصات والحوار، وتقبل الرأي الآخر وتكوين صداقات جديدة لأشخاص يحملون نفس الهواية، كما فيه تحفيز على مواصلة القراءة بحماس المجموعة مما يحقق الاستمرارية، ويمكننا توجيه القارئ والقارئة لكيفية اختيار الكتب المفيدة وتطبيق ذلك عملياً”!
القراءة من دون حوار تسّهل تبخر ما قرئ في الكتاب، لهذا يكون الأسلوب الأمثل للقراءة في الكتابة والنقاش، وبدون نقاش بين القارئين من الشباب تموت المعلومات وتنقرض الفوائد المحفوظة … شكراً للشباب والفتيات في “نادي إقرأني”!