بعث إلي زميل رسالة نصية عبر الجوال تقول: «إنهم يتوهمون أن الملائكة تقاتل مع الإرهابيين في الدمام!».
هذه الرسالة جزء من سيطرة الخرافة على عقلية أصحاب المناهج الفاسدة. فالملائكة عندما تقاتل معهم لا تجعلهم يطيلون مدة المواجهة، بل تجعلهم ينتصرون، كما حدث مع المؤمنين في معركة بدر في صدر الإسلام عندما كانوا فئة قليلة هزمت فئة كبيرة بإذن الله وتأييده. أما أن تخسر المعركة فإن ما تظنه قتالاً من الملائكة معك، ليس إلا شيطاناً يؤزّك أزّا!
لا زلت أذكر كيف أن فكرة لم تكن بعيدة عن هذه الفكرة الساذجة، كانت تروّج بين الطالبانيين، ولا أقصد هنا بالطالبانيين الأفغان بل الطالبانيين السعوديين، وهي أن الله سينصر الملا محمد عمر على الولايات المتحدة، ولو قلّت عدته، وضعف عتاده، ووهنت قوته، فلم نرَ للملا أثراً، وإن وصلنا نقلاً آثار نقع غبار فراره على حمار أربد!
في مطلع العام الهجري 1400 كان الجهيمانيون في الحرم يعتقدون أن نصر الله قريب حتى أخرجهم جند هذه البلاد، ولم يفيقوا من سكرتهم إلا وهم بين قتيل وأسير بين يدي العدالة.
لن تنتهي منظومة الوهم هذه، وسيروّج لها كل ضال، اليوم وغداً، ولن يوقفه على فساد فكرته إلا صدق الواقع وانبلاج نهار الحقيقة، لكن الوقت حينها سيكون متأخراً على الفهم!