كما الحكايات الملحمية، تبدأ قصتنا قبل ميلاد بطلها.
قبل سنواتٍ تحوم حول الثمانين، كانت مدينة المجمعة، (180 كم شمال الرياض)، في قلب نجد بالسعودية، تعيش يوماً من أيامها التي تشبه بعضها، يفتتحه أهل المدينة الصغيرة، بصلاة الفجر بالمسجد، وما إن ينتهي الإمام من الصلاة ويلتفت ليواجه المصلين، حتى يستل قائمة بأسماء جماعة المسجد، ثم يقرأ اسم كل واحد منهم، متفقداً الغائب، للاطمئنان على صحة الغائب لمرض، ومُنَاصَحَة المُتخلف عن الصلاة كسلاً أو تهاوناً. ينهض بعدها المصلون، سعياً في تحصيل رزقهم.
يعيش الناس حياةً متشابهة، يسكنون بيوتاً طينيّة، تتفاوت سعتها، باعتبار قُدُرَاتِهم، لكن هذا التفاوت ليس شاسعاً، ورغم ذلك يتشابهون إلى حد كبير، في ملبسهم، ومأكلهم، ومشربهم، حتى ولو كان بعضهم أطول باعاً، وأوسع جيباً من بعض. في نفوسهم وداعة وفي حياتهم بركة، وفي مسلكهم صلاح، وفي حدسهم إدراك أن بلادهم العظيمة تتأهب لاستئناف دور كبير، بعد أن توحدت إثر شتات وفرقة، على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، طيب الله ثراه.
كان التُجَّار في ذروة المجتمع، وبينهم تاجرٌ يُدعى «أحمد الرشيد»، وُلِد له أولاد كُثرٌ. عصفت الأمراض والأوبئة بأولاده، فتخطفهم الموتُ واحداً تلو الآخر، حتى أراد الله لآخرهم أن ينجو من مصير إخوته، ورغم الفرحة العارمة التي ملأت التاجر، ببقاء فلذة كبده، إلا أن خاطراً لم يراوده، ولا أهله ومعارفه، بأن هذا الصبي سيكون له في المستقبل أَثَرٌ، وبَصمَةٌ، في وطنه، ستبقى حتى بعد رحيله.
محمد بن أحمد الرشيد، الابن الناجي الوحيد، في عصرٍ كان الأطفال يموتون فيه كثيراً، بفعل سوء التغذية، أو عوادي الأوبئة، مع شُح الأدوية، وانعدام الطبابة.
نما الابن الذي رعته عناية الله، ووالداه بين اليأس والرجاء، يتذكران من فقدا من الأبناء فيُخامِرُهما الحزن، وينظران ابنهما فيكسوهما الرجاء، مبتهلين إلى ربهما أن ينجي ابنهما محمداً، فأبقاه لهما، وللوطن.
سنين الصبا في المجمعة بين نظام المدرسة ومسؤوليات الأسرة
في الخامسة من عمره، يلتحق الصبي بمدرسة كانت من أوائل المدارس النظامية بالسعودية، ويعيش الفتى روتيناً يومياً متشابهاً، يبدأ يومه بصلاة الفجر، ويخلد للنوم بعد صلاة العشاء.
بين الاستيقاظ والمنام، يسلّم الفتى ما تملكه عائلته من أغنام إلى الراعي، ثم ينصرف إلى المدرسة، قاصداً بعدها دكان والده، فيلزمه حتى مغيب الشمس، إذ يعود للدار، قائماً بأعمال إكرام ضيوف والده، ساكباً القهوة لهم، في مجلس يومي، يمتد ما بين العشاءين (صلاتي المغرب والعِشاء)، حتى إذا صلّى القوم العِشاء، لم يُخلِف أحدهم مع المبيت موعداً.
لم يختلف الوضع كثيراً، حين تخرج محمد من الابتدائية، فالتحق بالمعهد العلمي بالمجمعة، ولمّا حصل على الثانوية، أصبح يمضي يومه كله، إلى جانب والده في تجارته.
عاش محمد الرشيد طفولته رجلاً، إذ وُلِد ووالده كهلٌ جاوز الخمسين، ما جعل الأب يُكَلِّفُ ابنه بمعظم مهام البيع والشراء، في دكّان الأسرة، وكان يبعثه لتحصيل ديونهم من مدينيهم في أرجاء السعودية. كانت المسؤوليات المنوطة بصاحبنا تكبر، أسرع من عمره، فاشتَدَ عُودُهُ باكراً، وشَبَّ عن الطوق يافعاً.
إلى العاصمة: رحابة الرياض والتخصص في اللغة العربية
تنامِي المهام، وتعدد الواجبات، خَلَقَا عند الشاب طموحات، يقتضي معظمها أن يتسلّح بمزيد من العِلم، فقرر أن يستكمل تعليمه، ويلتحق بالجامعة، ما يعني انتقاله من بلدته الصغيرة، المجمعة، إلى العاصمة الكبيرة، الرياض.
تردد بدايةً، فهذا يعني أن يبتعد عن واجباته التي يؤديها في عمل أبيه!
قاد الطموح محمداً للخروج من دائرة الحيرة والتردد، باتجاه السفر طلباً للعلم، وبعد شَدٍ وجذب، ووساطاتٍ وشفاعات، اقتنع الأب فمنح إذنه بسفر ابنه، ليحقق مصلحة وليده المحبوب.
وصل الشاب اليافع إلى الرياض، للمرة الأولى، فكانت النقلة صدمة له. الرياض، مدينة شاسعة، مقارنة بالمجمعة، التي كانت بيوتها آنذاك بالعشرات. يمكن أن تتنقل في كل أرجاء الأولى راجلاً في ساعة زمن، أما العاصمة، فسيدركك الإعياء قبل أن تجول حولها!
التحق الفتى بكلية اللغة العربية، فصُدِمَ ثانية، بالحياة الأكاديمية، وسِعَة العلوم الجامعية، لكن الصَدَمات لم تُضعِف له هِمَّة، ولم تُوهِن له عزيمة، وكأنه يمتثل بيت المتنبي:
ولكِن طَبْعَ النَفس للنفسِ قائدٌ * إذا عَظُمَ المَطلُوبُ قَلَّ المُساعِدُ
تخرج بتفوّق بعد أربع سنوات، متقدماً زملاء دفعته، ليخوض غمار الحياة العملية، فَعُيِّنَ مُدَرِّساً للبلاغة، بمعهد إمام الدعوة بالرياض.
نحو التربية: من العربية بمكة إلى تحديات الإنجليزية بأميركا
بعدها بعام، لاحت أمامه فرصة الانتقال للعمل معيداً في كليّة اللغة العربية بمكة المكرمة، وكانت تزدحم بأسماء أساتذة كبار، مثل: زكي مبارك، ومحمد محمود الصوّاف، ومحمد متولي الشعراوي، ومحمد الغزالي، وغيرهم…
فأمضى المعيد الجديد أياماً ثرية، بمكة، قبل أن يسمع بوجود فرص ابتعاثٍ دراسية، إلى الولايات المتحدة. يُقَلِّبُ الرشيد الفكرة في ذهنه، ويُطِيل التَأَمُل، فيقوده فِكره الرشيد، إلى التحول من «اللغة العربية» إلى «التربية»، ويحظى بقبول من جامعة إنديانا الأميركية!
فتى المجمعة، الذي شَكَّلَت الرياض مُفاجَأَة مهولةً له، ينتقل رأساً لأميركا، المختلفة، حد التناقض في كل شيء… في القِيَم، والعادات، والدين، واللغة، والماء، والهواء، والأعراف، والتقاليد، وأنماط العيش!
لكن الفتى الذي اعتاد الجِدّ منذ نعومة أظفاره، لم يَدَّخِر وسعَاً، فتعلم اللغة الإنجليزية، ثم شَمَّر عن ساعد الاجتهاد في دراساته العليا، ناظراً بعينٍ، إلى ما يتلقاه من العلم في مجاله التعليمي، وبعين أخرى، إلى الفرص الواسعة، التي تُتِيحُهَا الحياة الأميركية، فكنتَ إذا بحثت عن محمد الرشيد، وجدته يدرس، أو يقرأ، أو يشترك في نشاطٍ طلابي، أو يسهم في عمل خيري، ضمن أعمال منظمة الطلاب العرب بالجامعة.
وتمر السنون، ويتزوج الشاب، من فتاةٍ كريمة النسب، من بيت مال وجاه، ولم يكن النظام يتيح آنذاك، أي مخصصات مالية، لزوجة المبتعث، فيضطر الشاب للعمل، إلى جانب دراسته، فرّاشاً، ينظّف المكاتب كل يوم، كيما يكسب دولارات إضافية، يوسع بها على نفسه وعائلته الصغيرة.
ذِكْرُ الفتى عُمْرُهُ الثّاني وَحاجَتُهُ * مَا قَاتَهُ وَفُضُولُ العَيشِ أشغَالُ
ويستثمر الرشيد لحظاته، فضلاً عن أيامه وأسابيعه، وشهوره وأعوامه، في الولايات المتحدة، فيجيل النفس في أطراف أميركا، طولاً وعرضاً، لا يدع مدينةً كبيرةً، إلا زارها، ولا يترك منتزهاً وطنياً، إلا خيّم فيه، حتى انقضت أيام الدراسة، وعاد الرشيد، بأسرته إلى البلاد عام 1972 حاملاً من جامعة أوكلاهوما الدكتوراه، لكنّه وجد بلاده قد اختلفت عما تركها عليه قبل سنوات قلائل.
انطلاق الرحلة: الأكاديمي المحترف يعود إلى الجامعة
يكتري الرشيد، منزلاً صغيراً بالرياض، ويشرع في عمله بجامعة الملك سعود، ليثبت أنه أستاذ جامعي مختلف، فقد انضم -منذ التحاقه بالجامعة- إلى اللجنة، التي وضعت نظام الساعات المعتمدة، في الجامعة، وفصّلت تفاصيله، وأخذت على عاتقها إقناع أعضاء هيئة التدريس به، حتى استقام الأمر على ذلك.
أشرف الرشيد على تدريب معلمي المدارس، ضمن واحد من برامج الجامعة، ونظّم أول مؤتمر عقدته الجامعة في رحابها، وكانت الجامعة، تدَّخِر صاحبنا، للمشكلات الصعبة، وتوكل له المهام الجسام، فيقوم بها باقتدار، ويلقى تقدير الجامعة، التي قدمته وكيلاً لكلية التربية، ثم عميداً لها، فنفخ فيها من روحه، وبثّ فيها من النشاط، والحيوية، وأضاف إليها من البرامج والفعاليات، ما جعلها كليةً مختلفةً، تشمخ برأسها بين الكليات الأخرى.
مستشار وزارة المعارف ومدير مكتب التربية بالخليج
ويوم نشأت وزارة التعليم العالي، كان الرشيد، واحداً ممن رسموا آلية العمل فيها، واصطنعوا لها منهجاً علمياً وعملياً، نال رضا الدولة ومباركتها ودعمها، ثم نال المجتهدون تقديرها، فلكل مجتهدٍ نصيب.
وكأنّ القدر، كان يرسم للرشيد، مسار رحلته القادمة، إذ وجد نفسه، وهو عميد كلية التربية، وأحد مستشاري وزير التعليم العالي، في تماسٍ مستمر مع وزارة المعارف، إذ كان عضواً في كثير من لجان الوزارة، منخرطاً في كثير من المناشط التي تهم المعلمين، خبيراً بشؤون التعليم، وتحدياته، ومشكلاته.
ثم وجد الرشيد نفسه، مديراً عاماً، لمكتب التربية العربي لدول الخليج، فتولاه باقتدار، وكان من ثمرة عمله في ذلك المكتب، إنشاء جامعة الخليج العربي، بالبحرين، والتي كانت صرحاً جامعياً مشتركاً، بين سبع دول، طلابه وأساتذته يمثلون جنسيات أوطانهم، وينقلون ثقافاتهم في حرم أكاديمي واحد.
كان ذلك، واحداً وحسب، من منجزات المكتب، الذي أصدر مجلة تربوية محكّمة، ونظّم أنشطة كشفية وثقافية مشتركة بين دول الخليج، لا تزال مستمرة حتى يوم الناس هذا، إضافة إلى مئات من المؤلفات والمطبوعات وعشرات من الندوات والمؤتمرات والفعاليات المتعلقة بمجال عمل المكتب.
تسع سنين، أمضاها الرشيد مديراً لذلك المكتب، قبل أن يشارك في منحةٍ للأساتذة الجامعيين المتميزين، بجامعة كاليفورنيا العريقة.
الناجي الوحيد ينقذ الجامعات والموسوعات بمثابرته
ثمّ يعود الرشيد من «سانتا باربرا» إلى الرياض، ويستأنف نشاطه في جامعته الأثيرة، التي منحته درجة الأستاذية، وحين تتعرض جامعة الخليج العربي للتعثر، وتوشك على الوفاة، يسعى الرشيد لإعادة إحيائها، فيفلح الأمر، في خطوة لم يتوقعها أحد! فللرجل سعة بال خالطتها ثقافة، وحرص مازجه إيمان بما يفعله، فصار من طبعه أن يذلل كل شيء لنيل المطلوب، ويوظّف قدراته الهائلة، لحشد الدعم للمشاريع العلمية التي تجلب الخير، للتربية والثقافة والمعرفة في البلاد.
ثم ها هو يسعى، في إقناع الأمير سلطان بن عبدالعزيز، رحمهما الله، بتمويل مشروع «الموسوعة العربية العالمية» ورعايته، فيتحقق له ذلك، وتخرج الموسوعة إلى النور، بعد أن شارف منظمو المشروع على بلوغ اليأس من نجاح الفكرة.
ويتولى الرشيد عضوية المجلس العالمي لإعداد المعلمين بواشنطن، ويرأس فريق تقويم التعليم بقطر، ويرأس مجلس إدارة مدارس الرياض، ويؤسس مدارس الملك فيصل بالرياض، ثم ينال عضوية المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو.
خبرات متراكمة، ونجاح إثر نجاح، يحققه الدكتور محمد بن أحمد الرشيد، بسبب بروز ملحوظ في الفضاء الأكاديمي، وإنجازات مشرفة في المجال التربوي، ونشاط دؤوب في الحقل الثقافي… مزيجٌ من المنجزات منصهر في شخصية واحدة، يغري صاحب القرار أن يستعين بمحمد الرشيد، في منصبٍ حساس ومؤثر، يلامس كل بيت، في طول البلاد وعرضها!
وزير التربية: عقدُ إنجازات معلمة وسهام مؤلمة!
في مطلع أغسطس 1995، عيّن الرشيد وزيراً للمعارف، فشمّر الرجل عن ساعديه، وشدّ مئزره، وهتف هتافاً سمعه كل الوطن: «وراء كل أمة عظيمةٍ، تربيةٌ عظيمةٌ».
سنّ الرشيد سنّة حسنة، بمخاطبة المجتمع عبر التلفاز، فكلما أهلّ عامٌ دراسي جديد، ألقى الوزير كلمة فيها توكيد معاني التربية، ورسالة المعلم، وأهمية التواصل بين المدرسة والمنزل، باثاً في ثنايا كلامه توجيهات قيمة.
أدرك الرشيد، أن مقعد وزير المعارف، مقعدٌ مليء بالأشواك! فهي وزارة تهم المجتمع كله، ومجالات عملها واسعةٌ، متشابكة، تحظى أخبارها باهتمام الإعلام، وأحاديث المجالس، ودعاوى الاحتساب، ويسهل أن «يفتي» فيها كل أحد.. فيا بؤس حال من يتسنم منصباً كهذا، إذ تستهدفه الألسنة الحداد، وما يرضى عنه قوم، حتى يسخط عليه غيرهم!
وجّه الرشيد باستطلاع آراء نخبة المجتمع، في دراسة علمية، قبل إصدار «وثيقة أوّليات العمل في وزارة المعارف»، وهكذا افتتح الوزير الجديد عهده في الوزارة، بمنهاج عمل، مبني على خلاصة آراء نخبة المجتمع، وانطلقت الوزارة، تنجز ما وضعت من خطط، ويشهد المنصفون، أن الرشيد، قدّم الكثير للتعليم بالسعودية، على صعد مختلفة، فاختلف حال المباني، والمناهج، والتوظيف، والتطوير التربوي، والتربية الخاصة، والإعلام التربوي، وكان من مآثره، إطلاق مجلة المعرفة، التي قدمت وجبة معرفية لذيذة، خفيفة على القلب، ثقيلة في ميزان الفكر.
وذات يوم، صدر قرارٌ، بإلغاء الرئاسة العامة لتعليم البنات، ودمج تعليم البنات إدارياً تحت لواء وزارة المعارف، ليصبح الرشيد، غرضاً استهدفته سهام الناقدين، الذين رأوا في دمج الرئاسة العامة لتعليم البنات ضمن جهاز وزارة المعارف، ثلمةً في الدين لا تُسد، ورأوا في الرشيد، الرجل الخفي، الذي غرر بولي الأمر وزيّن له هذا القرار، الذي سيزلزل أركان الفضيلة!
لقي الرشيد عنتاً، وأذىً، وواجه -هو وأهل بيته- عناءً شديداً من بعد هذا القرار، وحزّ الأمر كثيراً في نفسه، كما قال لي، في واحدة من حلقات برنامج «إضاءات»، ولكنه احتسب الأمر عند الله.
الرحيل المر والأثر الباقي
عام 2005 غادر الرشيد منصب الوزارة، بعد عقد كامل، لم تعد الوزارة فيه، على ذات النحو الذي كانت عليه حين تولى مسؤوليتها، وفي وقته تحولت من وزارة المعارف إلى وزارة التربية والتعليم… غادر الرجل منصبه، محبوباً ممن عملوا معه، مذكوراً بالخير، وتاركاً من بعده أثراً راسخاً، وبصمات تعليميةً لا يسهل محوها.
وما مضى من الوقت إلا قليل، منذ أن غادر الرشيد مقعد الوزارة، حتى زاره داءٌ عياء، سرطانٌ عانى منه الأمرّين، كان الرشيد يتلقى أوجاع المرض وآلامه، بروح المؤمن، ويقين المتوكل، وتأمّل الحكيم.
ومرّ الأصعب، وغادر الرجل المشفى، وعاد إلى منزله، وانتظمت جلسته السبتية الأسبوعية المألوفة، التي يجتمع فيها بالأحباب والمقربين.
وفي مساء 23 من نوفمبر (تشرين الثاني) 2013، أدى الرشيد صلاة العشاء، ولم يَدُر بخلده أنها ستكون آخر سجدة في حياته، عاد بعدها من المسجد إلى منزله، العودة الأخيرة، لتصيبه جلطة قلبية، ينقل على إثرها إلى المستشفى، لكن روحه لم تبت ليلتها إلا في السماء. فافتقدها المصلون في صفوف صلاة الفجر!
مات الرشيد، رحمه الله، وبقي ما أنجزه في وزارة التربية حكايةً ملحمية، وعملاً صالحاً، وعلماً ينتفع به، ومن وراء ذلك كله، وطنٌ يدعو له.
* السفير السعودي لدى الإمارات