نشبت معركة في الخطوط السعودية، على إثر قرار تغيير لباس المدراء والعاملين فيها، إذ نشرت الصحف رفض بعض الموظفين واحتجاجهم على اعتباره يضيّع “هوية الخطوط السعودية”!
نعم… نقاش طويل عريض، من أجل اللباس، وحسناً فعلت الخطوط حين غيرت ملابس الموظفين، فهذا جزء لا يتجزأ من التجديد والتغيير، غير أن الأهم من الملابس وسواها أن تتجه الخطوط السعودية إلى تجديد خدماتها، وتحسينها من الألف إلى الياء.
هذه الخطوط التي تمتلك أسطولاً أساسياً من الطائرات وقواعد الصيانة وسواها أصبحت مضرب المثل في الاضطراب والتخبط في الرحلات الداخلية تحديداً، وبالذات في الرحلات بين الرياض وجدة، وبات الناس عندما ينتقدون الخطوط في مجلس، يسُر إليهم الناصحون: أن الضرب في الميت حرام!
لم تعد الخطوط وحيدةً في السوق، فعلى المستوى الداخلي أخذ الطيران الاقتصادي سوقه، بسعره الرخيص، وبمواعيده المعقولة والتي يقل فيها التأجيل والإلغاء. أما عن الرحلات الخارجية فهناك مؤسسات للطيران على مستوى من الجودة والمنافسة، ولا يمكن أن تبقى أي خطوطٍ داخل المنافسة إذا كانت تتعامل مع العصر ومستجداته، أو مع الزبائن ومتطلباتهم بالعلو والزهو، من دون أن يكون هناك أي التماسٍ للرضا من قبل الراكبين. مع أننا كلنا نتمنى أن يفتح المجال في الطيران الداخلي لخطوطٍ خليجية أو عربية، فنحن قارة بمساحاتنا، وأظن أننا الدولة الخليجية الوحيدة التي تستخدم الطيران للتنقل الداخلي لكبر المساحة واتساعها بين المناطق. صحيح أن الإشكالات التي تواجه الخطوط السعودية ليست قليلة، ومنها تحرير الأسعار، وتوفير الدعم الكافي، لكن هذا لا يعني أن يقول أحد إن ما تقدمه الخطوط السعودية من خدمات لائق باسم الخطوط أو بمكانة المملكة، حتى إن عضوا بمجلس الشورى انتقد أن يكون اسم الخطوط، السعودية، فينتقد الناس السعودية، ويصيب النقد بلداً بأكملها!
مساعد مدير عام الخطوط السعودية للعلاقات العامة عبدالله الأجهر قال في تصريحٍ له: “إن تغيير ملابس موظفي الخطوط السعودية تم على وجه الخصوص في الخدمات الأرضية في المطارات والخدمات الأرضية من القطاعات المخصصة، مشيرا الى أن السعودية تملك فيها 75%، وهذا الزي الجديد لم يجد أي معارضة من الموظفين إنما اعتراض بعض الموظفين على عدم السماح لهم في اللبس الجديد بتعليق الأشرطة التي كانت تدل على كبار الموظفين وصغارهم”!
قال أبو عبدالله غفر الله له: بين صغار الموظفين وكبارهم يضيع الزبائن والركاب، وبين الشريط واللون للباس تهمل الخدمات، ولا تراجع تفاصيل الراحة التي ينتظرها الناس من هذه الخطوط. إننا حين ننتقد الخطوط فعلى اعتبارها ذات تاريخ عريق، وهي من الأساطيل الأسطورية في العالم قبل سنوات، لكنها اليوم تنشغل بسجال جانبي حول ألوان ألبسةٍ وأشرطة، ولم تأبه إلى الآن بالخدمات التي يحتجّ عليها الناس…. لماذا؟!