«وقع سعوديون ضحية مكاتب لزواج المسيار في اندونيسيا عندما فوجئوا بمن ينادي عن توافر شابات صغيرات عذراوات لمن يرغب في المتعة الحلال، ويذهب من يريد منهم إلى مكاتب تزويج متخصصة في ذلك حيث تعرض عليه مجموعة من الفتيات يختار من بينهن، مع طمأنته بأنهن أخذن حقناً تمنع الحمل 6 شهور.. ويحضر مأذون بملابسه الرسمية ومعه الشهود وبعد أن يكتب عقد الزواج ويأخذ العريس زوجته المسيار لأحد الفنادق، يفاجأ بهروبها بعد أن يكون قد دفع مهرها الذي يزيد في العادة عن ألف ريال سعودي .
إن الزواج من فتيات جميلات صغيرات لا تتجاوز أعمارهن ال 18 عاماً هو بداية الوقوع في فخ مجموعة اندونيسية تخصص أفرادها في النصب على طالب المتعة (الحلال) من السائحين العرب الذين يكثرون في تلك البلاد الجميلة، فبعد ان تعقد قرانك على إحداهن وتأخذها معك إلى محل إقامتك تفاجأ بهروبها منك، وعندما تلجأ للمكتب الذي سهل هذا الزواج يتنصل منك ويقول إنه ليس مسؤولاً عن هروبها ولا يعلم عنها شيئاً.
وينتشر أفراد تلك المجموعة في الأماكن التي يتردد عليها العرب في جاكارتا مثل المطاعم التي تقدم وجبات عربية، ويقدمون عروضهم تحت غطاء مكاتب الزواج الشرعي حتى تبعد عنها أي شبهة، فتستطيع بسهولة اصطياد الضحايا». (العربية. نت، نقلاً عن صحيفة الوطن السعودية 29/8/2005م).
أعرف قصصاً شخصية تعرض فيها سعوديون للنصب فيما يتعلق بالزواج من أبكار أو حتى ثيبات.. في مصر، وسورية، والمغرب، وغيرها..
الفارق، أن المسألة تتم هذه المرة بتنظيم أكبر، لأن العرض في اندونيسيا يتم بالنسبة للزبون على اعتبار قيمة لا تتجاوز ما بين 3 – 4 ملايين روبية (1000 – 1500 ريال سعودي)، لكن عروضاً أخرى ليست بعيدة عن هذا الرقم كثيراً، تتكاثر يميناً ويساراً، شمالاً أو جنوباً!
التسويق، يتم هنا بالتركيز على السعوديين بالذات، لسبب رئيس، هو أن معظمهم يتعفف عن ممارسة الجنس بعيداً عن غطاء شرعي، بالنظر إلى مراعاة الحلال والحرام، وإلا فجل أسعار ممارسة الرذيلة لليلة، لا تتجاوز أسعار عرض الزواج من اندونيسية مغشوشة كما سبق، ووفقاً لتحقيقات صحافية منشورة!
لستُ أقول ذلك لترويج هذا العرض أو ذاك – معاذ الله – فأنا لا أحب إجبار أحد على ما أحب، فكيف بما لا أحب!
يقودني هذا، إلى تأمل مسألة ريئسية هي أن تشريع الإسلام للزواج، ليس مجرد ممارسات وشروط بعيدة عن الروح والمغزى الحقيقيين بالتشريع، تلك التي من حققها، فقد خرج عن الحرام، بعيداً – ولو مؤقتاً – عن النظر إلى أهداف التشريع من الزواج وتكوين الأسرة!
لستُ مفتياً، ولا عالماً، ولا قبل لي بالحديث فيما ليس لي فيه علم، لكني مراقب، وصحافي أبدي ملاحظات عابرة.. يأخذها من قبلها، ومن لم تعجبه، فأرجو منه العفو..
يبدو لي أننا كسعوديين، والأمر ذاته يشترك معنا فيه أشقاءنا الخليجيون، نعاني من كبت في المتعة، ونعوضه بصور تطبيقية في ظل خلفيات تدين، تجعلنا نقع – أحياناً – في حبائل الكاذبين على نغمة رغباتنا، وصدق تديننا، وأحياناً كثيرة، عند المكبوت من غرائزنا..
وعندما أتحدث عن الرغبات المكبوتة، والغرائز الكامنة، لا يمكنني إلا أن أستحضر، أن أحد قادة تفجير من التفجيرات التي قام بها المفسدون في الرياض، سجّل قبل انتحاره، شريطاً كان يقول فيه لأقرانه: بقي 10 ثوان على الحور العين.. ثم واصل العد التنازلي حتى التفجير، بحثاً عن إرضاء شبق جماعي!
لماذا اختار من يفجر نفسه – ولا أقول اللحظة ينتحر عن عمد – أن يشجع أقرانه بالحور العين، وليس بصواب الفكرة، أو بلقاء وجه الرحمن إن كان مصيباً؟!
سؤال إجابته، صعبة، ومحرجة، ويقود إلى الإجابة من وقع في حبائل النصب في اندونيسيا، وفي تفجيرات الرياض!