أحاديث اندماج المسلمين في أوروبا تكثر، والمناوئون للثقافة الإسلامية يزدادون في أوروبا؛ من بين هؤلاء “خيرت فيلدز”، زعيم حزب “الحرية” في هولندا، يقول عن الإسلام: “لا يوجد إسلام معتدل أصلاً، وأعتقد أن الإسلام أيديولوجية شمولية، فهو فكر أكثر مما هو دين، وأراه يقوم على أساس السيطرة والقمع ولا يمكن مقارنته بالشيوعية والفاشية، فالإسلام بات أكبر تهديداً في الوقت الحاضر لأوروبا”! ومنعت له قبل أيام محاضرة حول “خطر الإسلام في أوروبا”.
هذا الشخص لديه 24 مقعداً في البرلمان الهولندي، بمعنى أنه مؤثر على المستوى السياسي والاجتماعي!
المشكلة أن بعض المسلمين يرتكبون أخطاء كبيرة حين يمنحون هؤلاء فرصة الشماتة بالمسلمين جميعاً، بل وبالإسلام نفسه حين تتم مقارنته بالفاشية والشيوعية، وكأن الإسلام أيديولوجيا تقطع الرقاب كلها، ولعل هذا يعود إلى أن أصوات التطرف هي الأعلى صوتاً، والقنوات تتسابق على تغطية البيانات الإسلامية الأعلى صوتاً من قبل التنظيمات المتطرفة في العالم الإسلامي؛ والتي لا تتوانى عن تهديد الأوروبيين والتآمر ضدهم بل والقيام بعمليات إجرامية في لندن ومدريد، لهذا يمنح المتشدد الإسلامي مثل “فيلدز” فرصة النيل من الإسلام والمسلمين معاً، وهذا يؤثر على الجاليات المسلمة هناك!
لكن الحدث الذي غرس التفاؤل في نفسي قيام تبادل ثقافي بين الثقافة الإسلامية والثقافة الهولندية، الزميلة: فكرية أحمد ذكرت أول من أمس أن المؤتمر الأكاديمي الثقافي في أمستردام عقد تحت شعار: “الإسلام والمسلمون فى الأدب والفن الهولندي” تحت إشراف الأديب الإيراني أصغر سيد غراب عضو أكاديمية الشباب، وفي الخبر أن المؤتمر: “يهدف إلى كشف العلاقة بين الثقافة الإسلامية ونظيرتها الهولندية، وتاريخ هذه العلاقة، بغية تقريب الرؤى الثقافية، وإنهاء النظرة العدائية الهولندية للثقافة الإسلامية”!
قال أبو عبدالله غفر الله له: والتواصل الثقافي من خلال الفنون والأفكار خير ما يمكن أن ننهي من خلاله الفهم الخطير للإسلام.
إن الإسلام لا تمثله الجمعيات المتطرفة بعداواتها، ولا الخلايا الإرهابية، يمكننا أن نرى الإسلام من خلال اعتدال المسلمين الأوروبيين أنفسهم، من خلال شرح علي عزت بيجوفيتش مثلاً للإسلام في مواضع من كتابه “هروبي إلى الحرية” وتفسيره السهل المقارب للثقافة الأوروبية، هذا أفضل من أن يؤخذ الإسلام من خلال الملثّمين الذين يخرجون على الفضائيات وبأيديهم الرشاشات!