ليعذرني القراء على اللجوء إلى الرياضة بعد أن هرمنا من عنت السياسة وأرق الثورات.
شجعني على الاستراحة الرياضية هذه هذا الألق الرياضي والصخب الذي يصبغ الرياضة محلياً ودولياً، بما فيها من أحداث باتت تملك القدرة على سحب المتابع من أخبار الدم والرصاص الموجه لصدور المحتجين العُزّل، مع أن الرياضة-ولسوء الحظ- لم تكن بمعزلٍ عن السياسة، وجدل مشاركة الأندية السعودية في المباريات المقرر إقامتها في إيران يدخل في مأزق الجدل الرياضي الملوّن بالسياسة حد التشبع، ولم تخل الرياضة الإقليمية، وبخاصةٍ رياضة المنتخبات من تدخلات السياسة، فكل منتخبٍ يلاقي الآخر لا يكف عن وصل المواجهة الرياضية بتاريخ الصراع السياسي، بما يحقق تدخل الحروب وكل إرث الصراعات العميق بين المنتخب والآخر، لكنني اليوم سأتحدث عن قصص أخرى في مجال رياضي رحب!
مدرب ريال مدريد “مورينهو” صدح بأعلى صوته مشككاً بأداء الحكام الذين رأى أنهم “يجاملون برشلونة”؛ وهي مشكلة برزت حتى في كأس العالم الأخيرة، حين ضجّ الإنجليز في غضبتهم ضد الحكم الذي أنهى حلمهم في كأس العالم بسبب عدم رؤيته لحقوقهم داخل الملعب، وأظنّ أن الفيفا لا بد أن يتخذ إجراءات أخرى تجعل من وظيفة الحكم قابلة لتدخل آلة التقنية في حراسة أحلام الفرق الأخرى في طموحاتها.
القصة الرياضية الأخرى موضع السجال قصة محاولة رشوة حارس مرمى فريق نجران الكروي في الدوري السعودي. وكان مصلح آل مسلم رئيس نادي نجران قد أشار في تقارير صحفية إلى أنه رفع شكوى رسمية موثقة بتسجيل صوتي وأوراق تثبت تحويل مبلغ على حساب حارس مرمى الفريق الأول، قبل مباراة الوحدة الدورية لتسهيل مهمة الفوز التي خسرها نجران بنتيجة (1 /5)!
وبحسب مصدر قانوني لصحيفة الاقتصادية قبل أيام فإن: “القضية المتعلقة بمحاولة رشوة حارس مرمى نجران تعود إلى معرفة من هو الراشي وحقيقة اتفاقه مع الحارس، وهي التي تترتب عليها الإجابة القانونية حيال جميع المواضيع والأطراف المتعلقة بالرشوة، وتورطها في هذا الأمر”!
قال أبو عبدالله غفر الله له: وهدفي من إيراد النموذجين- نموذج الضيق بالحكام من مدرب فريق من أهم فرق العالم وهو “مورينهو” ونموذج “رشوة نادي نجران” وهي قضية لم تحسم بعد بل موضع تداول الإعلام والرياضة- أن أوصل رسالة إلى العالم أن الرياضة من الضروي أن تحمى من عبث الحكام من جهة، ومن عبث وتلاعب رجال المال من جهةٍ أخرى.
ففي خضم الأحداث لا نجد أحياناً ملاذاً إلا الرياضة. آمل أن يكون للضيق المنبعث من كلا النموذجين حل نظامي يحفظ للرياضة بعداً مناسباً يحفظها من كل ما يحيط بها من سياسة ممضة، ومن إجراءات تحكيمية، أو رشىً تجارية.. آمل أن يكون هذا الحلم حقيقة قريبا!