يرمي الرجال كثيراً بالمثالب على النساء.
خبر في صحيفة خليجية نشر بالأمس فيه: “أن بعض الفتيات في العالم يرتكبن المحظورات طمعاً في الظفر بأفخر الماركات”! الخبر على عموميته إلا أن صياغته غير موفقة، لأن الماركة هي في آخر المطاف مردود “مادي”، والفتيات لسن وحدهنّ من يقدمن تنازلات خطيرة من أجل نيل مردود مادي، فإن كانت بعض الفتيات يقدمن تنازلاً أخلاقياً، فإن بعض الرجال يقدمون تنازلات أخلاقية مشابهة، من أجل نيل المردود المادي، ولولا هذه التنازلات لما تكونت العصابات وانتشرت الجريمة. لكن التركيز الرجالي على اهتمام النساء بالماركات مجرد زاوية صغيرة من زوايا الاهتمام الاجتماعي بالماركات، الذي يتشاطره الجنسان.
الرجال أيضاً لديهم ولع شديد بالماركات، صحيح أن النساء الخليجيات أكثر ولعاً وشغفاً بالماركات من الرجال، ذلك أن الرجال ألبسة أغلبهم تقليدية تعتمد على الثياب الخليجية التقليدية الثوب والغترة، لكن هناك رجال لديهم اهتمامات أساسية بالماركات واقتنائها. “سونيا كوليسنيكوف جيسوب”، كتبت عن اهتمام الرجال بالماركات التي يقتنونها. ففي عدد قديم من مجلة “النيوزويك”، (فبراير 2010)، قالت: “على الرغم من كل الكلام عن تنامي قوة النساء الشرائية، يبدو أن الماركات الفاخرة تتودد إلى الذكور المحبين للموضة هذه الأيام، يقول ميلتون بدرازا المدير التنفيذي لشركة الأبحاث “لاكجيري إنستيتيوت” في نيويورك: الماركات المترفة المختصّة التي لبّت حاجات النساء بشكل أساسي ترى أن سوق الملابس الرجالية تشكل فرصة للنمو في سوق متدنية النمو، إنها تقدم بعض السلع الرجالية منذ بعض الوقت”.
الماركات ليست حكراً على النساء؛ على الأقل في دول العالم. اليوم الشباب أيضاً لديهم رغبة بأن يشتروا الألبسة الفاخرة ما استطاعوا، لكن الإعلام والمحللين يركزون على ولع المرأة العربية بالموضة، متناسين أن الرجال العرب لديهم ولع مشابه، لكن الفرق أن المرأة تشتري الماركة لأنها ماركة بغض النظر عن المردود العملي لها أحياناً، والرجل يُغلِّب الجانب العملي ومناسبة اللباس حتى وإن كانت الماركة أقل قيمةً وأرخص سعراً!
سونيا كشفت لنا أن الرجال الأكبر سناً تجذبهم الماركات الإيطالية للسلع الرجالية حتى وإن كانت قديمة أو غير عصرية.
كفانا ظلماً للنساء بأنهنّ عاشقات الماركات وننسى أنها موجة عالمية، وأن عشق الماركة أمر مشترك بين الرجال والنساء وكبار السن، على ما في ذلك من سلبيات اقتصادية واجتماعية.