معظم عيوب الناس يمكن التصالح معها، في بداية هذا العام الجديد 2011، الذي أسأل الله أن يجعله عام خير وبركة ونجاح وتألق وفلاح لنا جميعاً، إلا عيبا واحدا هو الحقد. وهو إضمار العداء للآخرين، وتحين الفرصة لإظهار الضغائن، وتفريغ العداوات.
ألم يميز الله أهل الجنة بنزع الغل من نفوسهم عندما قال: (ونزعنا ما فيه صدورهم من غل)؟!
ولذلك استحب المتقدمون أن يتعاتب الأحباب حتى لا يضمروا في نفوسهم حقداً، فقالوا: العتاب خير من مكتوم الحقد، ومثله قولهم: ظاهر العتاب خير من باطن الحقد.
والحاقد إنما يمارس حقده في تعبيرٍ لاواعٍ عن ضعف داخلي وخوف متمكن في نفسه، فهو يعبر انفعالياً عن عدم قدرته على المواجهة حيناً، أو عدم استطاعته على تجاوز اللحظة والموقف السلبي.
ومن العجيب أن الحاقد لا يكتفي في العادة بممارسة حقده، بل تجده يلتئم إلى بني جنسه من الحاقدين، فيبث كل منهم سموم الحقد لرفيقه حتى يدمن القوم تنفس الأحقاد، فيزدادون بالحقد حقداً، عياذا بالله.
كلما سما الإنسان، تسامى عن الأحقاد:
“لا يحْمِلُ الحِقْدَ مَنْ تَعْلُو بِهِ الرُّتَبُ…. ولا ينالُ العُلا مَنْ طَبْعُهُ الغَضبُ”.
يظن الحاقد أنه ينتصر لنفسه، لكنه يغفل أو يتغافل عن أن حقده يحرمه السعادة، ويلزمه في الكيد والمكر وإضمار البغضاء، وهي أدواء إذا حلّت في المرء، رحلت عنه السعادة بلا رجعة!
يقول باولو كاويليو: طاقة الحقد لن توصلك إلى مكان، لكن طاقة الصفح التي تتجلى في الحب، تحول حياتك بشكل إيجابي.
هل جربتم في محاولة لنفض الحقد من نفوسكم أن تعفوا مع هذا العام الجديد عن كل من أساء إليك؟
اللهم إني فعلت، فطهر قلبي وقلوب أحبتي من الحقد والبغضاء والحسد. عامكم بلا حقد ولا حسد.