لم يكن مفاجئا أن يتحدث الشيخ سلمان العودة لصحيفة (الرياض) في حوار جريء عن قضايا متفاوتة بداية من ميول أولاده بين برشلونة وريال مدريد مروراً باستعداده لشراء هدية لابنه في عيد ميلاده وليس نهاية باعتباره أن الرياضة البدنية للبنات في المدارس أمر طبيعي، ذلك أن هذه القضايا التي كان الحديث عنها محرما حرمة مغلظة في زمن من الأزمان، لم تعد كذلك الآن، وبخاصة والناس باتوا قادرين على الفرز والتفريق، لدرجة أن أحد المعلقين على الموقع الإلكتروني، فتح باب التساؤل المشروع ببساطة تنضح عمقاً عندما قال: “ياناس والله ترى الحريم بشر زينا وبعدين إذا مارسو الرياضة بالمدارس وش المشكله حريم مع حريم الدعوة بسيطة زي طابور الصباح عندنا”.
كثير من قضايا السجال الفكري في السعودية يصعب تصورها لمن هو خارج المشهد، فمن يتوقع خارج معمعتنا الفكرية أننا نتناقش على رياضة البنات في مدارسهن التي لا يدخلها حتى جني مذكر، أو على حق المرأة في أن تقود سيارة أو لا، مع أن حديث الشيخ العودة وآراءه هذه، ستزيد الحديث في هذه المواضيع، وسيعتبره البعض تغير تغيراً سلبياً، وأعطى الدنية في دينه، وبدأ سلسلة من تمييع الدين، وربما اعتبره آخرون، ضمن من يصلون الليل بالنهار، للتخطيط والتنفيذ في المعسكر التغريبي الذي يهدف إلى جعل السعودية جزءا من الغرب، ويهدف إلى إفساد دينها ومواطنيها!
إن جل القضايا المطروحة للسجال في المشهد السعودي، غير قابلة للاستيعاب، ولا للترجمة إلى أي لغة من لغات الشرق أو الغرب، مهما كان لدى المترجم من حصيلة لغوية، ومخزون لفظي، وقبل ذلك قدرة على الصبر، وطول بال يضرب به المثل.
إن ساعة أو ساعتين للرياضة البدنية في مدارس البنات، تغريب يجب أن نربأ بأنفسنا عنه، والاحتفال بأعياد الميلاد شيء يشبه الكفر، ومتابعة الرياضة المحلية فسق، أما الرياضة العالمية، فهي تجمع بين الفسق والتشبه بالكفار.
أعان الله من سيقرأ قضايانا بعد بضعة سنوات، على استيعاب مشاكلنا المصيرية وقضايانا الفكرية، التي لا تمت للتنمية بصلة، ولا للإنسان بطرف!.