?? ??ليس لدي أدنى شك في أن معرض الرياض ناجح، وسيستمر ناجحا رغم كل التهويل الذي حدث. نجح مع كل أحداث الاحتساب التي يقودها ثلة من المتشددين، الذين يريدون فرض آرائهم الخاصة وتأويلاتهم الفقهية والدينية على 16 مليون سعودي بالقوة، وهي الأحداث التي تسببت باضطراب المشاركين، حيث ألغى بعض الخليجيين إمكانية قدومهم إلى الرياض والمشاركة في الفعاليات، كل تلك الأحداث يجب أن لا تنسينا قيمة المعرض من حيث دوره في نهضة الأدب والفكر والمعرفة. والتشدد بطبيعة الحال موجود وليس مفاجئاً فقط يظهر بحسب المناخات التي يرون مناسبتها للظهور، ولا ضير حين يقوم المحتسب بالحوار لكن من دون إقصاء أو شتم.?? وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة رجل مسلم متدين صالح ناصح أحسبه والله حسيبه ولا أزكي على الله أحداً، لمجرد أنه رعى الكتاب والقلم في معرض الكتاب جاءه من يشغب عليه ويتحدث معه بطريقة لا يتحدث بها الشعب مع وزير له مكانته وأفنى عمره في خدمة الوطن والمواطن في أماكن شتى، ينهرونه بصوتٍ مرتفع وهو يبادلهم الابتسامة والرأفة والحوار، لكن المفاجأة التي أزعجت كل إنسانٍ يشعر بقيم الإنسانية وسماحة الإسلام تلك الرسالة التي وردت الوزير خوجة من أحدهم والتي جاء فيها “أنت مفسد في الأرض وأبشرك أني خصمك، وسوف اقتص منك يوم لا ينفعك منصبك ولا حسبك ولا نسبك، وتذكر أنك لو ملكت أعلى سلطة فوقك من هو أشد منك بأسا، حسبي الله عليك يا خبيث. أسأل الله أن يعجل بهلاكك، اللهم احشر عبدالعزيز خوجة وزير اللقافة والأفلام مع أبي لهب”.
??هذه هي مشكلة العداء حينما يتحكم في خلافاتنا الفكرية، أعتذر عن إيراد الرسالة مع ما حملته من ألفاظ لكنني أتيتُ بها لأضرب مثلاً على سوء إدارتنا للخلاف الفكري الذي هو جزء من ثراء المعرفة وجزء من حركة الحياة.
الخلاف سعة وحين جاء أحد العلماء إلى الإمام أحمد وقد ألف كتاباً أسماه “كتاب الاختلاف” قال له الإمام أحمد بل سمه “كتاب السعة”، لهذا يمكن استثمار الخلاف للحوار الذي يثري آراء جديدة لا بالتنابز واللعن والشتم، وهذا أبعد ما يمكن عن سلوكيات المسلم وتعاليم الإسلام. ??أتمنى أن يكون هذا المعرض فاتحة لحوار جديد ومختلف، لننهض بوعينا عن مساوئ العداء!