أكثر ما لفت نظري من متابعة تعليقات الناشطات في “حقوق المرأة” أنهنّ ابتهجن للحدث الأبرز بالنسبة للمرأة السعودية؛ وأعني به افتتاح “جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن الفيصل آل سعود”، تلك التي سمّاها الملك عبدالله على “عمّته”، المرأة العصامية العظيمة، والتي تفانت في خدمة مؤسس البلاد عبد العزيز بن عبدالرحمن. الحدث الأبرز لأنه يتجاوز مفهوم “العورة” الذي أحيطت به المرأة كثيراً خلال سنواتٍ كثيرة، من الصوت إلى الصورة إلى الاسم، عوراتٍ تلو عورات، لكن المليك الطيب أبا متعب، حوّل المرأة من “مفهوم العورة” إلى “مفهوم معرفة”!
لهذا فإن صحافي الوطن محمد الحليلي قبل أمس لم يكن بعيداً عن حقيقة الحدث وهو يصف الافتتاح، حين قال:” حقق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حلمه العلمي الثاني، حين أطلق أكبر جامعة نسائية في العالم بعد عامين ونصف من صدور أمره بإنشائها تحت اسم “جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن” لتكون البوابة الأكاديمية للمرأة السعودية، بعد أن باتت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية البوابة البحثية للمملكة، وبدا المشهد أبويا، حين مازح الملك الحاضرين في حفل الافتتاح ببساطة تعاطي الأب مع بناته وأبنائه”.
قلتُ: ليس غريباً أن يكسب الملك قلوبنا وأن نعترف بصدقه معنا، فهو الذي استغرب ضيق مساحات الإسكان، وبنفس الوقت استطاع أن يعتذر للبنات وبقية الحضور من تأخره، ولم يستنكف من الاعتذار مع أنه الملك، والمسؤول الأول في هذا البلد، بل قال أبو متعب بالحرف الواحد للجميع: “قبل ما نجيكم.. مسكونا.. ساعة وشوي، لكن الحمد لله، والسلام عليكم” وهو الذي قال من قبل مراراً: “اعذروني أنني لم أستطع الوقوف لأسلم على كل واحدٍ منكم” بعد أن غشته الوعكة الصحية. إن هذه النبرة الحميمية بين الملك وأبناء شعبه هي ما نحتاجها على المستوى العملي، وبالذات من قبل المسؤولين الكبار خاصةً والموظفين بشكلٍ عام!
قال أبو عبد الله، غفر الله له: المرأة لم تعد عورة، إنها فخرنا، بانية النهضة مع شقيقها الرجل، ومربية الأجيال، وصانعة التنمية. الحصار الذي فرض عليها على مدى سنواتٍ طويلة والحظر الكبير الذي فرض على حركتها لم يعد قائماً اليوم.
المهم هو أن تختار المرأة، وقمة الحرية أن تتاح للمرأة والرجل معاً حرية الاختيار، والإنسان أعلم بخلاصه من غيره!