يرمز الحمام إلى الحب والسلام. وحينما تطير الحمامة فوق مجلس يشعر الناس بالتبسم والفرح، وهي من أحب الطيور إلى الإنسان بسلوكها المختلف عن عبثية الدجاجة مثلاً، لهذا حفظت روحها في الحرمين، وفي كثير من أنظمة العالم. الحمام يعتبر طيراً له قيمته السلوكية والحياتية!
راقني التحقيق الذي كتبه: هيثم حبيب، في صحيفة الرياض أول من أمس، حيث بدأ بتاريخ للحمام في الكون. يقول:” أكدت دراسات علمية على أن “الحمام” موجود على كوكب الأرض منذ أكثر من 20 مليون سنة، أي قبل ظهور الإنسان، واستدل علماء “الأحافير” و”العظام” ببعض الصخور التي احتوت على آثار تدل على تواجدها منذ قديم الزمن، كما عُثر أيضاً على رسومات لطيور الحمام في الكثير من المخطوطات المصرية الأثرية، والتي ترجع لأكثر من 3000 سنة قبل الميلاد، إضافةً لنحوت ورسوم من الحضارات الأوروبية والآسيوية القديمة، تؤكد أُلفة الإنسان لهذا الطير، والذي لا تزال الكثير من الحضارات والثقافات تتخذه رمزاً للحب والسلام”.
الحمام لديه روح الإخلاص، فهو يعشق ويحب، وحينما يحب يبقى مع زوجه مدى الحياة، ولا يفرقهما سوى الموت، يستمر في قوله: “العجيب في الموضوع أن الحمام يعشق ويداعب ويغازل ويقبل، نظراً لما يتمتع به من حب وإخلاص بين أزواجه، والذين يبقون شريكين طوال حياتهما، ولا يحصل بينها الفراق”.
حتى صوت “هدير” الحمام له قيمته لدى أذن الإنسان، يحبه ويأوي إليه، على عكس صوت الغراب البشع الذي يستفز المشاعر والنفس، أما “البومة” فهي كئيبة كريهة قبيحة لم تتوطد علاقة الإنسان بها لا شكلاً ولا منظراً ولا لحماً، بل هي في ذاكرته تؤذن بأخبار سيئة وهي لدى الإنسان “مشؤومة”. أما الحمامة فهي مرغوبة محبوبة، وقد ناداها الشعراء في قصائدهم، من بين من ناداها عنترة بن شداد حين قال:
يا طائر البان قد هيَّجتَ أشجاني
وزِدْتَني طرَباً يا طائرَ البانِ
إن كنتَ تندب إلفاً قد فجعتَ بهِ
فقد شجاكَ الذي بِالبينِ أشجاني
زدني من النَّوح واسعدني على حزني
حتى تَرى عجباً من فَيْضِ أجفاني
وقِفْ لتَنْظُرَ ما بي لا تَكنْ عَجِلاً
واحذَرْ لِنَفْسِكَ من أَنْفاسِ نيراني
وطرْ لعلك في أرض الحجازِ ترى
رَكْباً على عَالِجٍ أوْ دون نَعْمان
هذه لمحة عن طير جميل وأنيق، أسعدنا بحبه وسلامه، وما طيّرته يدٌ إلا وهي ترمز لمجيء السلام. حمى الله عالمنا من الحرب، وملأ آذاننا بهدير سلام الحمام!