الفقر لدينا في ازدياد وكذلك البطالة، وحين التقيتُ الأستاذ عبدالحميد العمري لحواره في “إضاءات” التي ستبث اليوم قال لي إن ميزة برنامج حافز الوحيدة أنها أعطتنا الرقم المخفى طويلا من قبل الوزارات للرقم الحقيقي الذي يكشف لنا أعداد العاطلين والفقراء، بل قال لي إن الفقراء الذين يسكنون المقابر في مناطق نائية لهم وجود، وحالة العائلة التي رصدت خبرها الصحفية خديجة مريشد ليست الوحيدة ولا النادرة، بل تتكرر مثل هذه القصة على مسمعه وتأتيه بعض النماذج على بريده الإلكتروني.
أساس مشكلة الفقر عدم وجود خطة لمعالجته، المشاكل المهملة تتفاقم فتستعصي على الحل، على مدى تعاقب وزراء الشؤون الاجتماعية لم يطرح أي حل حقيقي ومؤسسي لكارثة الفقر المزعجة والمخيفة، الفقراء في الغالب يتعففون تراهم منكسرين يتهادون بخطواتهم بجوار الجدران، وتحسبهم أغنياء أحيانا من التعفف. الفقراء لا يبحثون عن وزارة الشؤون الاجتماعية، بل إن مهمة الشؤون الاجتماعية البحث عن الفقراء ومعالجة أزماتهم وثغراتهم ومآسيهم. لكن من يسمع الكلام؟!
حين طرحت الصحافة قبل أسابيع قصة أسرة تسكن مقبرة تبرعت لها مؤسسة الوليد بن طلال الخيرية ببيت، لكن هل يجب على الصحافة أن تغطي قصص كل الفقراء، وهل يمكنها ذلك؟!
لنتذكر أن 22% من الذين تقدموا لحافز فقراء! نعم… فقراء يعانون الأمرّين، ولا أدري فعليا ماذا تعمل وزارة الشؤون الاجتماعية! وما هي أنشطتها الآن، وما الدور الذي تقوم به؟! ما فائدة أي إجراء إذا كان الفقر بازدياد.
قال أبو عبدالله غفر الله له: في كل مجتمع فقراء، لكن مع كل هذا الخير، وبمجتمع لا يزيد عدد سكانه على 19 مليون إنسان، لا أظن أن الفقر فكرة مقبولة بتاتا، وليت أن المسؤولين يظهرون على الإعلام أو يطرحون مؤتمرا صحفيا لمساءلتهم وإطلاعنا كمجتمع على سبب التخلي والإهمال لمآسي إخواننا الفقراء، لتتحرك الخطط الاستراتيجية المؤسسة للقضاء على الفقر، ولا أدري إن كانت مشكلة الفقر لا يمكن أن تحل بيروقراطيا، وهل يجب أن نحيل مشروع القضاء على الفقر لـ”أرامكو”؟! أم أننا على قدر المسؤولية فتقوم الوزارة بعملها على الوجه المطلوب؟!