ارتفعت أصوات المنادين بالقضاء نهائياً على حملات الحج الوهمية والمخادعة. تلك الشبكات التي تحلب جيوب الناس بمبالغ طائلة وهي لم تقدّم لهم شيئاً!
أذكر في حلقة من حلقات مسلسل “طاش” الكوميدي كيف كان الحجاج بعد أن دفعوا ألوفاً مؤلفةً من الأموال لم يجدوا سوى خيمة صغيرة، وبين فترةٍ وأخرى يقذفهم المسؤول عن الحملة بقطعة كيك وعلبة من حليب ساخن بارد وربما مغشوش، هذا المشهد الكوميدي يتكرر كل سنة في وقائع موسم الحج، والضحايا هم المسلمون الذين يقعون فرائس سهلة لجشع هؤلاء الذين يرتدون زياً دينياً باللحى والمشالح وهم مجرد حفنة من المخادعين الذين يكذبون على الناس.
لا شك أن تنظيم الحج ليس سهلاً، وأنا أتفق مع وكيل وزارة الحج: حاتم بن حسن قاضى أن تنظيم الحج هو سلوك حضاري. وبالفعل أي سلوك مشين في الحج سيؤثر على صورة المسلمين أنفسهم الذين يفترض أن يكونوا على مستوى من التحضر والرقي، وقال الوكيل أيضاً إن حملة “لا حج بلا تصريح” تستهدف توعية الحجاج بأمور الحج، ويقول الوكيل: “نعوّل كثيراً على المواطنين فى الالتزام بهذه الأنظمة وعدم إحضار حجاج بدون تصريح والتعليمات شددت وأكدت على المواطنين والمقيمين بعدم التعاقد مع أية حملات وهمية لاتحمل رقما ساري المفعول من وزارة الحج وقد أكد وزير الحج أن خدمات حجاج الداخل خصص لها فى هذا العام خط هاتفي مباشر على مدار الساعة يتلقى استفسارات المواطنين والمقيمين عن الحملات المرخصة من وزارة الحج”.
لا أدري ما هي العقوبة المعتمدة التي يتلقّاها صاحب الحملة الوهمية التي يسرق من خلالها أموال الحجاج، ولا أدري ماهي الجهة الرقابية التي يمكنها أن تقبض على صاحب الحملة متلبّساً بخديعته قبل أن يهرب، وقبل أن يرمي الناس في المشاعر عرايا من دون مأكل أو خيمة أو مشرب. هل هو التنسيق بين الجهات التنظيمية في وزارة الحج وبين الأجهزة الأمنية في وزارة الداخلية؟ هل هو التعاون بين أبناء “الكشّافة” الذين يلعبون دوراً محورياً في تنظيم الحج وإرشاد المسلمين؟ لابد أن يعرف الحجاج من هي الجهة التي يمكن أن تحميهم من جشع هؤلاء المخادعين، والذين يتناسلون كل سنة كالجرذان!