من قاعة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في أكبر مركز فكري وبحثي في منطقتنا، مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، وقف الأخ والصديق تركي الدخيل، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، متحدثاً الأربعاء الماضي في محاضرة عن العلاقات التاريخية بين بلدينا الشقيقين، علاقات راسخة الجذور لن تفيها حقها أية محاضرة، وإنما جاءت لتُسمع من به صمم في هذا الظرف الدقيق من أولئك الذي وظفوا منصاتهم وكل ما أوتوا من قدرات في تمويل وإذكا
ء الخلافات وشق الصفوف، تسمعهم المستوى الرفيع الذي وصلت إليه من شراكة استراتيجية تستشرف المستقبل بكل أدواته ومعالمه، وترسى أنموذجاً متفرداً لما يجب أن تكون عليه علاقات الأشقاء.
في أعقاب المحاضرة، أطلق الدخيل وسماً بعنوان «السعودية تحب الإمارات»، ليرد عليه قائد الدبلوماسية الإماراتية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، بوسم «الإمارات تحب السعودية»، وليشهد الوسمان تفاعلاً فاق التصور من مواطني البلدين الشقيقين بما يجسد حجم المحبة والمودة والاحترام المتبادل بينهما، روابط تستند إلى روابط التاريخ والجغرافيا ووشائج القربى، وعلاقات ضاربة الجذور تحف بها وصية تاريخية للأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حول العلاقة بالمملكة وما يربطنا بالشقيقة الكبرى السعودية وتد خيمتنا الخليجية ومفتاح الاستقرار والازدهار في جزيرتنا العربية وعماد أمن العرب وقائدة العالم الإسلامي. وقد لخصها -رحمه الله- في عبارة بليغة موجزة «السعودية عزوتكم إذا جار الزمن».
اليوم تُحلّق هذه العلاقات النموذجية نحو آفاق رحبة تنطلق من رؤية موحدة وشراكة متجددة معززة بما يمثله مجلس التنسيق السعودي الإماراتي، تحظى برعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية، وبمتابعة دؤوبة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز. شراكة ثمارها تجلت بالأرقام التي وردت في المحاضرة لروابط شعبين امتزجت دماؤهما على أرض اليمن من أجل إعادة الحق لأصحابه في موطن العرب الأول والتصدي للمخطط الإرهابي الانقلابي الحوثي للتمدد الإيراني بغرض زعزعة أمننا واستقرارنا، حفظ الله الإمارات والسعودية، ودامت الأخوة والمحبة.