إحدى أهم المميزات التي تظهر لكل ذي لب في شهر رمضان المبارك هي عنصر المفاجأة فيه. هذه المفاجأة تجعل التعاطي مع رمضان من قبل الجميع مشوباً بمشاعر الدهشة وأحاسيس المباغتة.
إن كون رمضان يأتي أحياناً بعد ذي القعدة، وتارة قبل جمادى، وأحياناً في وسط ذي الحجة، هو الذي يجعل أسواقنا تكاد تكون خالية حتى يتم إعلان أن يوم غد هو أول أيام رمضان وفقاً لعدم إتمام شعبان ثلاثين يوماً أو حتى بعد أن يكتمل شعبان، فتتحول الأسواق إلى كتل من الاكتضاض البشري، والجميع يريد أن يتعاطى بالشكل الأنسب والأكثر ملاءمة مع دخول رمضان المفاجئ!!.
كنت أظن أن الموضوع خاصية سعودية، فوجدت أن في كل واد بني عمرو، ورأيت أن الناس هنا في الإمارات يتفاجؤون مثلنا برمضان، وهو ما يدل على مظهر من مظاهر المساواة بين شعوب المنطقة في التعاطي مع رمضان الشهر الذي يأتي فجأة.
ولأن عملي مرتبط بالتلفزيون فقد اكتشفت اكتشافاً جديداً هو أيضا من الفتوحات التي منّ الله بها علي في هذا المقال، وهو أن الذين يتعاطون مع التلفزيون في رمضان يتساوون معنا في اكتشافهم أن رمضان يأتي بغتة كل عام!.
سأقول لكم كيف…
معظم المنتجين والفنانين والكتاب يعتبرون رمضان موسماً لهم، لكنهم أيضا يتفاجؤون به، ولذلك فمسلسلات رمضان لا تسلم للقنوات كاملة قبل رمضان، بل يسلم القائمون عليها بعضها للعرض في أول الشهر، ويقضون أول رمضان في العمل على إنهاء ما تبقى من حلقات المسلسل أو العمل، وتشتهر في هذه الأوساط جملة أثيرة تنطق باللهجة المصرية الدراجة: رمضان فاجأنا السنة دي!!
من الأشياء المثيرة أن العيد سيأتينا فجأة هذه السنة كما السنوات السابقة، واسألوا الحلاقين، وباعة الملابس الرجالية، والمغاسل، و… كل سنة ونحن متفاجؤون!