بالصدفة قد نقرأ كتاباً يغير رؤيتنا للأشياء. إما في الاجتماع أو الدين، أو الشعر أو الرواية. والمكتبات العامة في السعودية تعاني الأمرين في هذه الأيام، يقتصر زوارها على الباحثين من الجامعيين، بمعنى أن الزوار هم ممن يقومون بأداء واجبات عملية، أكثر من كونها هوايات علمية. ومع ثورة التقنية ودخول المجتمع السعودي تحديداً إلى محيط الإنترنت بكل أمواجه صار لزاماً على المكتبات أن تطور من نفسها، وأن تدخل إلى مستجدات الحياة المعرفية والعالم التقني. وهذا ما حدث بالفعل في نموذج قد يكون مثالاً يحتذى من قبل المكتبات السعودية.
ذكرت “الوطن” أمس أن: “مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز للعلوم والتقنية “سايتك” أعلن عن تنفيذ أول مكتبة علمية إلكترونية تعد الأولى من نوعها على مستوى المؤسسات الحكومية والخاصة بالمملكة، سيتم الانتهاء من تفاصيل المشروع قريباً بعيداً عن نمط المكتبات التقليدية، كما يعقد المركز اتفاقية مع متحف عالمي في الولايات المتحدة الأميركية لترجمة كافة محتوياته العلمية ونقلها على الموقع الإلكتروني لمركز “سايتك”.
هذه هي المواكبة لتطورات التقنية، المكتبات العامة من المفترض أن تخرج من النمط التقليدي، أمين للمكتبة يلبس نظارته ويقرأ الصحيفة أو الكتاب ثم يأتي الزوار ويسجلون أسماءهم، ويجلسون على طاولات المكتبة، وبعضها يكون مغبّراً من الإهمال، والكتب تشكو من الهجران، لكن حين تكون المكتبات مواكبة لزمن التقنية، إما من خلال تأسيس مواقع ضخمة تشمل محتويات المكتبة، أو من خلال إتاحة العناوين والفهارس لكل الكتب وتوفيرها لزوار الموقع الخاص بكل مكتبة.
لكن السؤال، هل نحن نقرأ بما يكفي؟ هل القراءة من السلوكيات اليومية الطبيعية العادية؟ الدكتورة حياة سندي تقول مثلاً عن إحصائيات القراءة: “عدد الكتب التي يقرؤها الأوروبي في السنة تصل إلى 13 كتاباً في حين يقرأ الأميركي من 3-4 كتب، أما العربي فلا يتجاوز الصفحة الواحدة سنوياً في قراءته”!
قال أبو عبدالله غفر الله له: والمفاجآت التي تفضحنا بها الإحصائيات كثيرة، ولا تسألوا عن المراكز العلمية والمقارنة بيننا وبين تطورها في إسرائيل والغرب، هناك مسافة كبيرة تفصلنا عن الآخرين، لكن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، وأثق أن المكتبة الإلكترونية الجديدة تعد خطوة بل وقفزة إلى الأمام!