تبدع المرأة بنفس مستوى إبداع الرجل وربما أكثر. والرجل لم يبدع لأنه بيولوجيا ذكر، بل لأن البيئة التي يعيش فيها وضعت لجعل الرجل مبدعا. بينما تسهم البيئة في بعض الأحايين إلى تحويل المرأة إلى امرأة متعلمة لكنها في آخر المطاف ستكون ربة بيت بعيدا عن المغامرات المعرفية والعلمية، أو الدخول في مجال الهندسة والصناعة، أو أي مجال آخر مما يحتكره الرجال.
أفضل خبرين عن المرأة وقع عليهما نظري قبل أمس كانا إيجابيين، ويشرحان كم هي متطورة هذه المرأة ومكافحة حتى تنال خبرة الحياة بنفسها وتستقلّ عن السلطة الثقافية التي يحتكرها الرجال.
الخبر الأول يشير إلى أن المديرية العامة للدفاع المدني في المملكة بدأت بتنفيذ برنامج طويل المدى يهدف إلى تدريب طالبات ومنسوبات عدد من الجامعات على التعامل مع الحرائق، وشارك في البرنامج التدريبي الذي يستمر خمسة أيام عبر الدوائر التلفزيونية المغلقة عشر متدربات من كل جامعة من جامعات المملكة في عدد من ورش العمل الخاصة بأعمال السلامة والإطفاء والإنقاذ وخطط الإخلاء والإسعافات الأولية. والخبر الآخر أن خريجات الثانوية العامة من الطالبات السعوديات المتفوقات سيتمكنّ من التسجيل في قسمي الهندسة الكهربائية والهندسة الصناعية لدراسة 4 سنوات، بعد السنة التحضيرية، قبل أن يتخرجن مهندسات، ويعملن برواتب لا تقل عن 15 ألف ريال، وذلك في كلية الهندسة بجامعة الملك عبدالعزيز ابتداء من العام المقبل.
قلتُ: بين تدريب مدني رائع، على إطفاء الحرائق، وبين تخصصات جديدة. هذه هي الإيجابية في تطور حضور المرأة. وبخاصة أننا شهدنا مجموعة من الحرائق في مدارس البنات، وإذا لم يتعلمنّ تلك الطالبات أو المعلمات على كيفية إطفاء الحريق فإن الخطر سيكون قائما لا سمح الله.
أما عن التخصصات الهندسية التي افتتحت فهي بالفعل من التطورات الإيجابية في تعليم المرأة. نعم نحن نسير بشكل جيد، وإذا أبدينا أحيانا الملاحظات فلأننا نطمح بما هو أفضل، وبخطوات أسرع.
قال أبو عبدالله غفر الله له: على الرغم من قصر مدة بدء تعليم المرأة، إلا أن التطور الحاصل حاليا في السعودية من خلال فتح الأقسام الجديدة لها، أو إضافة خيارات أخرى لها في التعلم والابتعاث أو العمل والتدريب كلها تدل على أننا نقطع مسافات جيدة، ونتمنى أن تكون أجود وأسرع في قادم الأيام، هذه رؤيتي الإيجابية عن بنات وطني حفظهنّ الله.