يقترح الزميل مروان المريسي ـ إعجاباً بأدوارها الاجتماعية ـ أن نسمي باسمها شارعاً في كل مدينة من مدننا!
إنها الدكتورة سامية العمودي، التي حولت المحنة إلى منحة، فإصابتها بمرض سرطان الثدي في عام 2006، تلقتها وهي الطبيبة التي تعرف أخطار المرض، على اعتبار أنها رسالة من الله، لوظيفة جديدة، لم تكن السيدة الفاضلة قد تسنمتها بعد، بل لم تكن فطنت لها قبل ذلك.
امتصت السيدة القوية، بإيمانها، وبثقتها بنفسها، وبمن حولها، وبإدراكها بأن الجزع لا يغير القضاء، ولا يعدل الحدث، فبدأت مهمة من تعريف أطفالها بحقيقة مرضها، وأخذت على عاتقها ألا تعالج في خارج بلادها، ثقة بزملائها وزميلاتها الأطباء في السعودية.
سخرّت سامية العمودي نفسها، لمهمة التوعية بالمرض، وتوجيه بنات جنسها إلى ضرورة الاهتمام بالفحص المبكر، إذ إن 70% من حالات الإصابة بهذا المرض تكون في مرحلة خطيرة لعدم اكتشاف المرض مبكراً، مما يجعل فرصة الشفاء ضئيلة. تعي الدكتورة العمودي بيت أبي الطيب:
وإذا كانت النفوس كباراً** تعبت في مرادها الأجسام
لذلك، فإيجابية الدكتورة سامية لم تتوقف على بنات جنسها من الناطقات، بل امتدت إلى الصم والبكم، حيث تعلمت لغتهم للتواصل معهم، بل وأصدرت أخيراً أول كتاب عن سرطان الثدي بلغة الإشارة، وهو كتاب يوزع مجاناً. العمودي قالت في تصريحها لـ”أون إسلام.نت”: إن 750 ألفاً من الجنسين في السعودية يعانون من الصمم أو ضعف السمع، بل تميل لأن الواقع أكبر من هذا الرقم الضخم.
كان من الممكن أن تكتفي سامية العمودي بالعمل على تجاوز محنتها، لكنها أصرت على القيام بواجبها تجاه مجتمعها. وكان بإمكانها أن تكتفي بتوعية الفئات العادية، لكنها لم تغفل الصم والبكم. وكأنها تجسد قول أبي فراس:
ونحن أناسٌ لا توسطَ بيننا**لنا الصدرُ دون العالمين أو القبر
تَهونُ علينا في المعالي نفوسُنا**ومن يَخْطُب الحسناءَ لم يُغْلِها المهر
نحن بحاجة إلى أن يصيب كل منا ولو شيئاً من إيجابية الدكتورة العمودي، فهذا مصدر من مصادر الرضا عن الذات، وتطوير المجتمع، وإثبات محبة الناس، والوطن، والخير. وفقك الله يا سيدتي الفاضلة وأدام عليك الإيجابية، وجعل إيجابيتك من الأمراض المعدية سريعة الانتشار!