سيدي، ومولاي (التي منعتني منها بتواضعك لأنك لا تحبها،
لكنك تستحقها) عبدالله بن عبدالعزيز.
سلام الله عليك.
سلام الله عليك، من محبك ومواطنك وابنك وحبيبك، تركي
بن عبدالله الدخيل، الكاتب في صحيفة الوطن!
لا أدري أأذكر نفسي بأنك مولاي، التي منعتها تواضعاً،
أم أذكر نفسي بأنك ولي أمري الذي دنت له بفتح أبيك، ثم
بتأسيسه لوطن يقوم على واجبات الوطن وحقوق المواطن!
أتدري يا أبي لم أحببناك؟!
ذلك الحب الذي قلت مساء أول من أمس إنك لن تنساه ما
دمت حياً؟!
أحببناك لأننا مذ تأسيس بلادنا على يد والدك الإمام المؤسس
ونحن نحبكم، ليس لأنكم تغلبتم على غيركم بالقوة فقط،
بل لأنكم أدرتمونا بمنطق الغالب المحب الذي يختار لنا
الأفضل!
يعجز يا سيدي ووالدي وحبيبي، أن يدرك من يقع خارج
نطاق عقدنا الاجتماعي، كُنه علاقتنا التي جعلتك تقول: ما
أنا إلا خادم لكم، وأقل من خادم لكم!
لذلك يا أبي وسيدي وحبيبي يستنكرون علي وعلى من هو
مثلي عندما أعبر عن حبك!
يستنكر علينا أيضاً- يا أبي وسيدي، ومولاي، وحبيبي –
من يفترض ألا يجد منا إلا حباً، يوم أن ننتقد مظهراً من
مظاهر الأخطاء، التي علمتنا مذ عرفناك، أن نعتبرها خطأ،ً
حين نقول إنها خطؤنا، إننا خارجون عن الدائرة، مرتكبون
للخطيئة، نكره الوطن، ونريد له الشر والخطيئة!
صنفونا، يا أبي وسيدي، وحبيبي، ، تارةً أننا معارضون،
وثانية بأننا مناوئون، وقد تجاوزنا عنهم، لأننا تعلمنا في
مدرسة أبي متعب، كيف نكون وطنيين، ولو اختلفنا معهم
مرةً أو مرات، فغفرنا لهم تخويننا، واجتمعنا في حضنك
الكبير؛ حضن الوطن، الذي يجمع المختلفين؛ لأن الوطن أكبر
من صغائرنا، وأعظم من زلاتنا، بمختلف توجهاتنا!
يا أبا متعب: سيتعب الذين يراهنون على فئة، ويغالبونها
على الأخرى، لسبب؛ أنهم صغروا عن الوطن، الذي يفترض
بالقائد، أن يكون فوق الانتماءات، وأكبر من التوجهات!
أعذرنا يا سيدي، ومولاي (التي لا تحبها)، إن كنا يوماً كما
لا تحب، ولكن اللحظة تستحق منا أن نصدقك، فنطلبك
أن تكون كما أنت، ممثلاً دوماً للوطن، الذي أنت رمزه،
وحضرتك فؤاده، فتراقب أمزجة اليمين واليسار، وما
بينهما، وتكون إلى هذا تارة، وإلى ذاك أخرى، فأنت فوق
اليمين واليسار، وإن رغب أقطابهما إلى جرك لحيث هم!
قال أبو عبدالله، غفر الله له: سيدي، ومولاي، (التي لا
تحبها، وأحبها): قد أكون أخطأت، لكني حاولت أن أمتثل
نصيحتك يوم قلت لنا يا أبتي:”أعينوني على نفسي”، والأمر
إليك، فانظر ما ترى، وفقك الله، وأعانك علينا، وسدد خطاك،
ومتّع بك لصالح الوطن، وضرب بك هامة الوهن، والفساد،
والظلم، والعدوان !