“سلفي في الكافيه” هذا عنوان كتاب الدكتور: علي بن حمزة العمري. يتحدث فيه عن ثنائية الأصالة والمعاصرة، لكن بطريقة تخاطب الشباب، ولا غرابة فهو يرأس منظمة “فور شباب” التي تستقطب الجيل الناشئ وتخدمه بالعلم والمعرفة والأنشطة الحوارية والفكرية والإعلامية المتنوعة، تضم المنظمة في أذرعتها قناة فضائية ومجلة والكثير من المؤتمرات والندوات. امتاز علي العمري بأنه يعتبر نفسه أحد الشباب، يناقش ويحاور ويتحدث، وقد قابلتُ أعضاء منظمة فور شباب في مؤتمر ضم ندوات رائعة في “المنامة” قبل أكثر من سنة، أعجبت بمسار التنوع الذي يضم مختلف الحاضرين.
علي حمزة العمري “أخطبوط عمل” فهو من جهة رئيس جامعة مكة المفتوحة، ورئيس منظمة فور شباب ورابطة الفن الإسلامي وخطيب جمعة. له آراء جريئة خارجة عن السائد، يقول مثلاً: إن “الموسيقى هي من مسائل الخلاف المعتبر، وإن الفقيه الحنبلي الكبير أحمد بن تيمية أجاز سماع صوت وغناء النساء”.
يرفض العمري أن يتم تصنيفه ضمن تيارٍ من التيارات، وبخاصةٍ أن الانتماء الذي يوصف به عادة أنه من “الإخوان المسلمين في السعودية” لكنه ينفي هذا التصنيف نفياً قاطعاً حين يقول: “إن تنظيم الأنشطة الإسلامية من محاضرات وجولات وتأسيس قنوات وجامعات هي ممارسات مسموح بها في السعودية ومعظم الدول الإسلامية، ويشارك فيها السلفيون والحركيون والتبليغ والدعوة، وأنا مستعد للعمل مع كل هذه الأطياف، وأرى نفسي سلفياً رضع تعاليم السلف من والدي وأعمامي، لست إخوانياً فقد نشأت سلفياً وأموت عليها، ولكنني أتلقى من كل الناس وأتعاون معهم متى ما توفرت ثلاثة شروط، وهي العمل تحت مظلة الكتاب والسنة، والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، والتمسك بالوحدة الوطنية والإسلامية، مؤكداً أنه أول من كتب بيان أهل جدة الذي يدين الإرهاب بعد التفجيرات التي شهدتها الرياض في 2003”.
مهما يكن من اختلاف مع العمري، لكنك لا تملك إلا أن تشاهد النشاط الذي يقوده، فهو يطرح طرحاً أقرب إلى الوسطية منه إلى تياراتٍ احترفت العنف والقسوة في الخطاب، العمري بمنظمة فور شباب خاصةًً يساهم في صناعة وعيٍ مختلف، ويرقى بالجيل العظيم الصاعد نحو اهتمامات تتعلق بالقراءة والحوار والنقاش، ولا يتحسسون من البدء برأي أو الحديث عن فكرة، وهذا يكفي لأن يكون حضور العمري مؤثراً!